
كتب الحارس المغربي الدولي ياسين بونو اسمه بحروف من نور في تاريخ كأس العالم للأندية، بعدما قدم عرضاً أسطورياً أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، كان الفارق الرئيسي في تأهل الهلال لدور الثمانية. في الدقيقة 24 من المباراة، وقف بونو وحيداً أمام البرازيلي سافينهو في مواجهة انفرادية بدت محسومة لصالح السيتي، ليقدم الحارس المغربي تحركاً خارقاً أبعد به الكرة في لقطة أذهلت الحضور وأبكت الجماهير الإنجليزية على الفرصة الضائعة.
لم تكن هذه التصدية سوى حلقة في سلسلة من العروض البطولية التي قدمها الحارس المغربي طوال المباراة. بحضور ذهني نادر وردود أفعال خارقة، تحول بونو إلى كابوس حقيقي لهجوم السيتي الذي يضم نخبة من أفضل المهاجمين في العالم. كل محاولات هالاند وفودن وغرايليش تحطمت أمام براعة الحارس المغربي الذي بدا وكأنه يقرأ أفكار المهاجمين قبل تنفيذها.
الأداء الاستثنائي لبونو لم يمر دون تقدير من الخصوم أنفسهم. مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا أقر في المؤتمر الصحفي بأن "بونو كان فارقاً حقيقياً، وأنقذ فرصاً كانت ستغير مجرى المباراة". هذا الاعتراف يأتي من مدرب معروف بصرامته وبعده عن المبالغة في مدح الخصوم.
الأرقام الرسمية الصادرة عن موقع "سوفا سكور" كشفت تفوق بونو المطلق بين حراس المونديال، حيث سجل أعلى نسبة تصديات في دور المجموعات بلغت 93%، متفوقاً على كل حراس المرمى المشاركين في البطولة. هذه الإحصائية ليست مفاجئة لمن تابع عروض الحارس المغربي الذي أصبح بالفعل أحد أهم أسباب تواجد الهلال في المراحل المتقدمة من البطولة العالمية.
في ليلة أورلاندو، لم يكن بونو مجرد حارس مرمى عادي، بل كان قائداً دفاعياً بامتياز، ينظم خط الدفاع ويهديء الأعصاب في اللحظات الحرجة. تصدياته التي بدت مستحيلة، وتوقيته المثالي في الخروج، وقدرته على قراءة اللعبة، جميعها عوامل جعلت منه حارس العمر في مباراة العمر، ليكتب فصلاً جديداً في سجل إنجازاته الحافل، ويثبت أن المواهب العربية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات العالمية.