رحلة العودة.. ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد مسيرة أسطورية مع الهلال

رحلة العودة.. ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد مسيرة أسطورية مع الهلال

الاثنين 28 يوليو 2025

من القادسية إلى الهلال ثم العودة.. رحلة كروية حافلة للشهراني

في مشهد يعكس عمق العلاقة بين اللاعب وأنديته، شهدت الساحة الكروية السعودية عودة نجمية لياسر الشهراني إلى نادي القادسية، النادي الذي شهد بداياته الأولى قبل أن ينطلق إلى النجومية مع العملاق الهلالي. هذه العودة التي تأتي بعد مسيرة طويلة ومكللة بالنجاحات مع الفريق الأزرق، تكتسب طابعاً خاصاً يجمع بين الحنين إلى الماضي وطموح المستقبل.

مسيرة الشهراني الكروية تمثل نموذجاً للنجاح المستمر، حيث بدأ مشواره مع القادسية متدرجاً في فئاته السنية، ليثبت موهبته الفذة في مركز الظهير الأيسر. الانتقال إلى الهلال في 2012 كان نقطة التحول في مسيرته، حيث تحول من لاعب واعد إلى أحد أهم الأعمدة في تشكيلة الفريق على مدى 13 موسماً متتالياً.

خلال هذه السنوات الطويلة، ارتدى الشهراني قميص الهلال في أكثر من 400 مباراة رسمية، كان فيها نموذجاً للاحترافية والالتزام. لم يكتفِ بالدفاع عن ألوان النادي بكل ما أوتي من قوة، بل ساهم بشكل فعال في حصد عشرات الألقاب، كان أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال آسيا مرتين، بالإضافة إلى ستة ألقاب للدوري السعودي، وخمسة كؤوس للملك، ونفس العدد من ألقاب السوبر المحلي.

ما يميز رحلة الشهراني مع الهلال هو ذلك الارتباط الوثيق الذي نشأ بينه وبين جماهير النادي، الذين رأوا فيه نموذجاً للاعب المخلص الذي يقدم كل ما لديه دفاعاً عن شعار النادي. رسالة الوداع التي وجهها قبل أيام عبرت عن عمق هذا الارتباط، حيث شكر فيها كل من سانده خلال رحلته، معترفاً بفضل الجماهير التي وقفت خلف الفريق في كل الظروف.

اليوم، يعود الشهراني إلى القادسية وهو يحمل معه خبرة 14 موسماً في صفوف أحد أكبر الأندية الآسيوية، ليكون إضافة نوعية لفريقه الأول. هذه العودة لا تعني فقط استعادة لاعب قدير، بل استعادة جزء من تاريخ النادي وذاكرته، حيث يعود اللاعب إلى حيث بدأ، محملاً بخبرات ستكون بلا شك عوناً للفريق في مسيرته القادمة.

رغم انتقاله، يبقى إرث الشهراني مع الهلال خالداً في ذاكرة الكرة السعودية، حيث سيذكر دائماً كأحد أكثر اللاعبين تتويجاً بالألقاب، وأكثرهم التزاماً وتمثيلاً لقيم النادي. هذه المسيرة الاستثنائية تثبت أن بعض اللاعبين لا يكتفون بتسجيل الأهداف أو صناعتها، بل يتركون أثراً يتجاوز المستطيل الأخضر ليصل إلى قلوب الجماهير.

المقالات