مع استعداد ريال مدريد لبدء حقبة جديدة تحت قيادة المدرب الشاب تشابي ألونسو، تبرز أمام الجهاز الفني الجديد معضلة تكتيكية ملحّة تتمحور حول كيفية الاستفادة القصوى من قدرات نجم الفريق جود بيلينغهام، الذي يمتلك مهارات متعددة يصعب حصرها في موقع واحد.
تكشف مصادر صحفية متخصصة أن النادي الملكي يميل إلى اعتماد تشكيلة أساسية بأربعة مدافعين، مغادراً بذلك نظام الدفاع الثلاثي الذي استخدمه سابقاً، مع تركيز خاص على تناغم خط الوسط عبر اعتماد نموذج 4-4-2 الكلاسيكي. وفي هذا الإطار، يُتوقع أن يشكل الثنائي أوريلين تشواميني وفيديريكو فالفيردي عموداً فقرياً في وسط الملعب.
أما بخصوص بيلينغهام، فتتشعب الآراء داخل النادي حول الموقع الأمثل له. فمن ناحية، هناك توجه لإبقائه في الموقع الذي اعتاد عليه على الجانب الأيسر من خط الوسط، حيث أظهر تألقاً واضحاً خلال الموسم الماضي. ومن ناحية أخرى، ثمة رأي يدعو إلى منحه حرية أكبر في الحركة والاندفاع، مستلهماً أداءه المبهر في موسمه الأول الذي سجل خلاله 23 هدفاً.
وتجدر الإشارة إلى أن أداء اللاعب الإنجليزي شهد بعض التراجع في الشوط الثاني من الموسم المنصرم، مما أثار تساؤلات حول أفضل طريقة لاستثمار إمكاناته دون إرهاقه أو الحد من فعاليته. ويصبح هذا التحدي أكثر تعقيداً مع وجود ثنائي هجومي مرتقب يضم نجمي الكرة العالمية كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، مما يتطلب توازناً دقيقاً في الأدوار.
في هذا الصدد، تطرح عدة سيناريوهات للتعامل مع هذه المعضلة:
الخيار الأول: الاحتفاظ بدوره كلاعب خط وسط هجومي مع حرية محدودة في التنقل
الخيار الثاني: تحويله إلى صانع ألعاب رئيسي خلف المهاجمين
الخيار الثالث: تطوير أدائه كلاعب صندوق إلى صندوق بمسؤوليات دفاعية أكبر
سيشكل قرار ألونسو النهائي في هذه القضية أول اختبار حقيقي لرؤيته الفنية، كما سيكون مؤشراً واضحاً على الهوية التي سيحاول غرسها في الفريق خلال الفترة المقبلة. ويبقى بيلينغهام نفسه عاملاً حاسماً في هذه المعادلة، حيث ستلعب قدرته على التكيف مع الأدوار الجديدة دوراً محورياً في نجاح أي من هذه الخيارات.
يترقب الجميع باهتمام كيف سيتعامل المدرب الإسباني مع هذه المعضلة التكتيكية التي قد تحدد ملامح الفريق في الموسم المقبل، خاصة وأن قراره في هذا الشأن سيكون له انعكاسات كبيرة على أداء الفريق ككل.
