عادت الذكريات الجميلة إلى الواجهة عندما وقف تشابي ألونسو أمام الصحفيين في قاعة كرة السلة بمركز تدريب ريال مدريد، ليعلن عن بداية فصل جديد في علاقته مع النادي الذي كتب معه بعضاً من أبرز صفحات تاريخه الكروي. "هذا هو بيتي"، قالها المدرب الجديد بعينين تلمعان بالإثارة، مؤكداً أن الرابط مع النادي "لم ينقطع قط" منذ مغادرته قبل 11 عاماً.
الحفل الذي أقيم في فالديبيباس حمل طابعاً عائلياً مميزاً، حيث أحاط بألونسو أقرب الأشخاص إليه: زوجته ناغوري، وطاقمه الفني الجديد، بالإضافة إلى رفاق الدرب مثل ألفارو أربيلوا وروبرتو كارلوس. حتى غياب راؤول، الذي يُتوقع رحيله عن كاستيا قريباً، لم يخفف من حرارة اللحظة التي بدت كأنها لقاء عائلة كبيرة.
رئيس النادي فلورنتينو بيريز لم يخفِ فخره بهذه العودة، مستذكراً كيف بدأ ألونسو مسيرته التدريبية مع فريق تحت 14 سنة للنادي في 2018: "عرفنا منذ البداية أن هذا سيكون مصيرك". بينما لم ينسَ المدرب الجديد أن يوجه تحية إجلال لمعلمه كارلو أنشيلوتي، قائلاً: "لولا ما تعلمته منه لما كنت هنا اليوم".
خلال المؤتمر الصحفي الذي استمر 20 دقيقة، أظهر ألونسو حنكة إعلامية مميزة، حيث تفادى الخوض في التفاصيل التكتيكية أو المصير المحتمل لبعض اللاعبين مثل لوكا مودريتش. لكنه في المقابل أطلق بعض التصريحات الواضحة، مثل تأكيده على أن جود بيلينغهام "لاعب وسط بامتياز"، ونيته للحديث مع رودريغو وجميع اللاعبين.
اللمسة الشخصية الأكثر تأثيراً جاءت عندما اختار ألونسو خلفية خاصة لتسجيل رسالته الأولى للجماهير: كأس "لا ديسيما" التي حققها الفريق في 2014. رغم غيابه عن المباراة النهائية بسبب الإيقاف، إلا أن مشهد هروبه من المدرجات للاحتفال بهدف سيرخيو راموس ظل شاهدا على ارتباطه العاطفي بالنادي.
أكد ألونسو على فلسفته الكروية بقوله: "أريد من الناس أن تقول: هذا هو الفريق الذي أحبه". لكنه يعلم جيداً، كما يعرف جمهور ريال مدريد، أن الكلمات وحدها لا تكفي في هذا الصرح الكروي العملاق. فبعد حفل التقديم العاطفي، يبدأ التحدي الحقيقي: تحويل هذه المشاعر إلى نتائج على أرض الملعب.
