شهدت إسبانيا حدثاً قانونياً غير مسبوق يوم الأربعاء، حيث قضت محكمة في بلد الوليد بسجن خمسة أفراد لمدة عام واحد بعد إدانتهم بتهمة الإساءة العنصرية لنجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، في أول حكم من نوعه يُصنّف الهتافات العنصرية في الملاعب كـجريمة كراهية.
تفاصيل الحادثة
تعود الواقعة إلى ديسمبر 2022، عندما تعرض فينيسيوس لـإهانات عنصرية من قبل مشجعين أثناء خروجه من ملعب خوسيه زوريا بعد مباراة فاز فيها فريقه 2-0 على ريال بلد الوليد. وقد تم توثيق الحادث عبر مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع، مما دفع رابطة الدوري الإسباني وريال مدريد إلى تقديم شكاوى رسمية.
نطاق العقوبات
عقوبة السجن: عام واحد مع تعليق التنفيذ لمدة 3 سنوات (شرط عدم تكرار المخالفة).
الغرامات المالية: تتراوح بين 1080 إلى 1620 يورو.
منع من دخول الملاعب: 3 سنوات لأي مباراة كرة قدم.
ردود الفعل الرسمية
وصفت رابطة الدوري الإسباني الحكم بأنه "علامة فارقة" في مكافحة العنصرية، مشيرة إلى أن:
"هذا الحكم يرسل رسالة واضحة بأن التعصب ليس له مكان في كرة القدم أو المجتمع".
كما أشادت بالتعاون بين اللاعب والنادي والنيابة العامة، الذي مكّن من تحقيق هذه النتيجة التاريخية.
سوابق قضائية مماثلة
في يونيو 2023: حُكم على 3 مشجعي فالنسيا بـ8 أشهر سجن لإهانتهم فينيسيوس.
في سبتمبر 2023: أدين مشجع آخر بإساءته لفينيسيوس وزميله سامويل تشوكويزي (لاعب فياريال)، وحُكم عليه بـسنة سجن مع وقف التنفيذ بعد اعتذاره وخضوعه لدورة توعوية.
تداعيات الحكم
يُعتبر هذا القرار سابقة في القضاء الإسباني، حيث نادراً ما تُنفذ أحكام السجن التي تقل عن عامين في قضايا غير عنيفة. ويُتوقع أن يشكل الحكم رادعاً قوياً ضد أي سلوكيات عنصرية مستقبلية، خاصة مع تصريح المحكمة بأن هذه الأفعال تُعد "جرائم كراهية" بموجب القانون.
كلمة أخيرة
يأتي هذا الحكم تتويجاً لجهود متواصلة من قبل الاتحادات الرياضية واللاعبين لتحويل الملاعب إلى فضاء خالٍ من التمييز، حيث أصبحت إسبانيا نموذجاً يُحتذى به في التعامل القانوني مع العنصرية في الرياضة.
