بات ثيو هيرنانديز، الظهير الأيسر لنادي ميلان الإيطالي، تحت مجهر النقد بعد سلسلة من الأخطاء والأداءات الضعيفة التي أثرت سلبًا على مسيرة الفريق هذا الموسم. وكانت آخر هذه الأخطاء طرده في مباراة الإياب ضد بيسفيندام الهولندي، والتي أدت إلى خسارة ميلان فرصة التأهل إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
وانتشر وسم TheoHernandez# على منصة "X" (تويتر سابقًا) بشكل واسع، حيث تجاوز عدد المنشورات حوله 15 ألفًا في ساعات قليلة، يعبر معظمها عن إحباط وغضب الجماهير من أداء اللاعب. وأصبح هيرنانديز المتهم الرئيسي في خروج ميلان من البطولة القارية، خاصة بعد طرده في الدقيقة 51 من المباراة، والذي غيّر مجرى اللقاء بشكل كامل.
وعلّق زلاتان إبراهيموفيتش، المستشار الرياضي لميلان، على الحادثة بشكل غير مباشر، قائلًا: "في الإنذار الأول، قام بشد قميص الخصم، وهذه أمور تحدث في الملعب. أما البطاقة الصفراء الثانية، فكان الحكم قاسيًا. ثيو ليس ممثلًا، فلماذا قد يدّعي السقوط في مباراة كهذه؟ قبل طرده، ربما كان يستحق تحذيرًا فقط."
أخطاء متكررة وأداء متراجع
لم تكن هذه الحادثة الأولى لهيرنانديز هذا الموسم، بل هي جزء من سلسلة أخطاء أثرت على مسيرته مع ميلان. ففي بداية الموسم، تم استبعاده من التشكيلة الأساسية في الجولة الافتتاحية، ثم ارتكب أخطاء فادحة في مباراة ضد بارما. كما تمرد خلال فترة التوقف لشرب المياه في مواجهة لاتسيو، مما أدى إلى استبعاده كعقوبة.
وفي مباراة ضد فيورنتينا، تلقى هيرنانديز أول بطاقة حمراء له هذا الموسم بعد احتجاجات عنيفة كقائد للفريق، مما كلفه الإيقاف لمباراتين. وعاد ليرتكب أخطاء أخرى في مواجهة كالياري، وسط شائعات عن اضطرابات في حياته الشخصية أثرت على تركيزه.
مستقبل غامض مع ميلان
مع تراجع أدائه، بدأت التساؤلات تطفو حول مستقبل هيرنانديز مع ميلان. فقد أجلسه المدرب السابق باولو فونسيكا على مقاعد البدلاء في عدة مباريات، قبل أن يعود إلى التشكيلة الأساسية بعد جلسة توضيحية مع الإدارة. ومع وصول ستيفانو بيولي، تم سحب شارة القيادة منه، لكنه بقي في التشكيلة الأساسية كظهير أيسر، دون أن يظهر أي تحسن ملحوظ.
ويعاني ميلان حاليًا من نقص البدائل المناسبة لهيرنانديز، حيث لا يزال الشاب بارتيساغي غير جاهز لتحمل المسؤولية، بينما يؤدي تيراتشيانو دور الظهير بشكل مؤقت. وقد يكون أليكس خيمينيز، الذي يمكنه اللعب على الجانب الأيسر، الخيار الأكثر منطقية في الوقت الحالي.
نهاية محتملة لعلاقة هيرنانديز مع ميلان
على الرغم من دفاع المدرب الحالي عن هيرنانديز، قائلًا: "أنا أعرف ثيو منذ فترة طويلة، وأعلم أنه يستطيع تقديم ما هو أفضل"، إلا أن الحديث عنه بصيغة الماضي يثير الشكوك حول استمراريته مع الفريق. وينتهي عقد هيرنانديز مع ميلان في عام 2026، ورغم وجود مفاوضات للتجديد، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة حاسمة.
وكان عرض انتقال هيرنانديز إلى نادي كومو قد رُفض في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، ليس من قبل النادي، بل من اللاعب نفسه. ومع تراجع أدائه، يبدو أن ميلان ينتظر عروضًا جديدة لبيعه، مما قد يعني نهاية علاقته مع الفريق في وقت قريب.
في ليلة باردة من ليالي فبراير، ربما تكون قصة ثيو هيرنانديز مع ميلان قد وصلت إلى نهايتها، تاركةً وراءها تساؤلات حول مستقبله الكروي.
