تشهد الساحة الكروية الإسبانية واحدة من أعنف الأزمات في تاريخها الحديث، بعد أن وجه خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني اتهامات صارخة لفلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، وصف فيها سياسات النادي الملكي بـ"الابتزاز ومحاولة السيطرة على كرة القدم".
جاءت هذه التصريحات في أعقاب قرار ريال مدريد بالاحتجاج رسمياً على طاقم التحكيم المعين لإدارة نهائي كأس الملك ضد برشلونة، حيث طالبت إدارة النادي بتغيير الحكام بسبب تصريحات نسبت إليهم واعتبرتها متحيزة. إلا أن الاتحاد الإسباني رفض هذا الطلب بشكل قاطع، مؤكداً أن التعيينات تمت وفق المعايير المعتادة.
في رد فعل عنيف، كتب تيباس عبر منصة "إكس": "ما نشهده اليوم ليس إصلاحاً رياضياً، بل محاولة واضحة للسيطرة. بيريز لا يقبل بأي صوت مخالف، سواء كان رئيساً للاتحاد الأوروبي أو رئيساً للاتحاد الإسباني أو حتى محكمة التحكيم الرياضية".
وتصاعدت حدة الأزمة عندما قرر ريال مدريد تقليص مشاركته في الفعاليات الرسمية قبل النهائي، بل وتداولت وسائل إعلام إسبانية أنباء عن احتمال عدم حضور الفريق للمباراة. وعلق تيباس على هذا التهديد بقوله: "هذه ليست احتجاجات رياضية، بل أساليب ضغط وابتزاز. إنه لا يريد تحسين الكرة بل السيطرة عليها".
من جانبه، حاول لويس لوازان رئيس الاتحاد الإسباني تخفيف حدة التوتر، مؤكداً أن "النهائي سيقام وفق أعلى المعايير الاحترافية"، معرباً عن أمله في "أن تنتصر روح الرياضة على كل هذه الخلافات".
يأتي هذا التصعيد في وقت حرج للكرة الإسبانية، حيث تهدد هذه الأزمة بزعزعة استقرار المنظومة الكروية بأكملها. ويترقب عشاق كرة القدم في إسبانيا والعالم تطورات الموقف، خاصة مع اقتراب ساعة انطلاق واحدة من أهم المواجهات الكلاسيكية في الموسم الكروي.
في خضم هذه العاصفة، يبدو أن الصراع تجاوز مجرد خلاف حول التحكيم، ليتحول إلى معركة وجودية حول مستقبل الحوكمة في كرة القدم الإسبانية، حيث تتزاحم أسئلة كبيرة حول حدود سلطة الأندية واستقلالية المؤسسات المنظمة للعبة.
