
في مفارقة لافتة، يواصل أرني سلوت مدرب ليفربول التأكيد على صعوبة المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن نتائج فريقه توحي بعكس ذلك تماماً. فبعد 32 جولة، لم يهزم الريدز سوى مرتين فقط، ويحتاجان الآن لفوزين فقط للتتويج باللقب، لكن الهولندي يصر: "23 انتصاراً من أصل 30 مباراة لم تكن أبداً سهلة".
خلال مؤتمره الصحفي بعد الفوز العسير 2-1 على وست هام، كشف سلوت عن حقائق مثيرة:
فقط 2-3 انتصارات كانت "مريحة" من أصل 32 مباراة هذا الموسم
متوسط الفارق في الأهداف المسجلة أقل من مواسم الهيمنة السابقة
المنافسة تصاعدت من "الأربعة الكبار" إلى "ثمانية كبار" مع صعود نيوكاسل وأستون فيلا
"حتى الفرق في منتصف الجدول تمتلك لاعبين بقيمة 100 مليون جنيه".. بهذه العبارة لخص سلوت تحدي العصر الجديد في البريميرليج، حيث لم يعد الفرق بين الصفوة والبقية شاسعاً كما كان. هذه الرؤية تفسر سبب إدارة النادي لتوقعات الجماهير منذ البداية، حيث كان الهدف المعلن هو التأهل لدوري الأبطال، وليس الفوز باللقب.
المفارقة الأكبر تكمن في أن ليفربول - برصيد 74 نقطة - يتفوق بفارق كبير على أرسنال (71) ومانشستر سيتي (70)، لكن سلوت يحذر: "الفرق بين المركز الأول والثامن قد يكون مجرد حفنة من النقاط". هذه الرؤية الواقعية تأتي في وقت سجل فيه النادي خسارة 57 مليون جنيه إسترليني العام الماضي بسبب الغياب عن دوري الأبطال، مما يفسر أولوية التأهل للمسابقة القارية.
رغم أن الإحصائيات تشير إلى أن ليفربول كان الأكثر استحقاقاً للقب هذا الموسم، إلا أن سلوت يرفض الركون إلى هذا الطرح: "في مواجهة ليستر وتوتنهام القادمتين، سنحتاج إلى نفس العقلية القتالية التي أوصلتنا هنا". الجدير بالذكر أن الريدز فقدوا فقط 8 نقاط من أصل 96 ممكنة هذا الموسم، لكن مدربهم يؤكد أن كل نقطة منها كانت "ثمرة عرق وصبر".
بين ضغوط الجماهير المتعطشة للقب، وواقعية إدارة النادي، وضراوة المنافسة الجديدة، يبدو أن سلوت يسير بحكمة بالغة في مساره نحو جعل ليفربول قوة أوروبية دائمة، حتى لو تطلب ذلك تأجيل أحلام التتويج المحلي لموسم آخر.