
تحول ملعب "سايتاما 2002" إلى مسرح لأعظم الملاحم الدفاعية في تاريخ الكرة الآسيوية، حيث قدم المنتخب السعودي تحفة تكتيكية نادرة أمام اليابان، محولاً 90 دقيقة من السيطرة اليابانية الساحقة إلى كابوس حقيقي للمهاجمين.
حصار سعودي منيع يكسر أحلام اليابان في ملعبها
لم تشهد ملاعب التصفيات الآسيوية منذ سنوات أداءً دفاعياً بهذا التماسك، حيث تحولت منطقة الجزاء السعودية إلى قلعة حصينة. الحارس نواف العقيدي قدم أبرع عروضه الدولية، محققاً 6 تصديات حاسمة، بينما قدم خط الدفاع أداءً يذكر بأيام المجد للدفاع الإيطالي.
الخبراء التكتيكيون لاحظوا تحولاً جذرياً في خطة رونار، حيث ضحى بالهجوم تماماً لصالح بناء جدار منيع. الإحصائيات تكشف قصة المباراة الحقيقية: 72% حيازة كرة لليابان، 15 تسديدة تجاه المرمى السعودي، لكن الصفر ظل الرقم الأكثر أهمية في لوحة النتائج.
10 أبطال خلف خط الكرة.. كيف حوّل الأخضر السيطرة اليابانية إلى كابوس؟
الملعب الياباني شهد ظاهرة نادرة: 10 لاعبين سعوديين يتحركون ككتلة واحدة خلف خط الكرة، يغلقون كل المساحات، يقطعون كل خطوط التمرير. رونار نجح في تحويل ضعف فريقه الهجومي إلى قوة دفاعية أسطورية.
المدرب الفرنسي علق بعد المباراة: "هذا ما نسميه في أوروبا 'تعادل بطولي'". بينما اعترف نظيره الياباني: "واجهنا اليوم جداراً من الصلب، لم نستطع اختراقه رغم كل محاولاتنا".
هذه النقطة الثمينة تترك الأخضر في منافسة شرسة مع أستراليا على المركز الثاني، حيث سيتطلب الأمر معجزتين جديدتين أمام البحرين وأستراليا لتحقيق الحلم العالمي. لكن إذا كان هذا الأداء الدفاعي قد علمنا شيئاً، فهو أن المستحيل ليس كلمة موجودة في قاموس هذا الفريق.