تشهد مدينة إشبيلية يوم 26 أبريل/نيسان الجاري واحدة من أشرس المواجهات الكروية في العالم، عندما يتقاطع ريال مدريد وبرشلونة على ملعب "لا كارتوخا" في نهائي كأس ملك إسبانيا، في لقاء يحمل بين طياته تاريخاً حافلاً بالتنافس والإثارة.
تكشف سجلات المواجهات النهائية بين العملاقين عن مفارقة لافتة، حيث لم يتمكن الفريق الكتالوني من التغلب على غريمه التقليدي في المباريات الحاسمة للبطولة منذ عام 1990. وخلال هذه الفترة الطويلة، تواجه الفريقان في نهائيين فقط، لكن النتيجة كانت دائماً لصالح الميرنجي، ما يمنحهم دفعة معنوية كبيرة قبل اللقاء المنتظر.
في ذاكرة الجماهير، لا تزال أهداف أسطورية عالقة من المواجهات السابقة، مثل تلك الضربة الرأسية القاتلة لكريستيانو رونالدو عام 2011، التي منحت مدربه آنذاك جوزيه مورينيو أولى بطولاته مع النادي الملكي. كما لا ينسى المشجعون ذلك الهدف الخيالي لجاريث بيل عام 2014، عندما انطلق الويلزي كالسهم من منتصف الملعب ليسجل أحد أجمل أهداف الكلاسيكو على الإطلاق.
رغم هذه الخلفية المشجعة، إلا أن ريال مدريد يدخل المواجهة وهو يعاني من بعض المشاكل الفنية تحت قيادة كارلو أنشيلوتي. حيث لوحظ تذبذب في أداء الفريق خلال الموسم الحالي، مما أثار تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على سجله الحافل في المباريات الحاسمة.
من الجهة المقابلة، يأتي برشلونة بثقة عالية بعد موسم ناجح نسبياً تحت إشراف المدرب الألماني هانز فليك. حيث تمكن البارسا من تحقيق الانتصار في لقاءين سابقين ضد الريال هذا الموسم، بما في ذلك المواجهة التي جمعتهما في نهائي كأس السوبر الإسباني، مما يجعله المرشح الأقوى للفوز وفقاً للمعطيات الأخيرة.
يشكل هذا النهائي اختباراً حقيقياً لكلا الفريقين، حيث يحاول ريال مدريد الاستفادة من تاريخه المشرق في المواجهات النهائية، بينما يسعى برشلونة جاهداً لكسر هذه السلسلة وإثبات أن موسمه الحالي ليس مجرد صدفة. في مواجهة تتجاوز حدود المنافسة الرياضية لتتحول إلى صراع بين إرث الماضي وطموحات الحاضر.
