
يخطو نادي ريال مدريد نحو مرحلة جديدة تمامًا تحت القيادة التقنية للمدرب الإسباني الشاب تشابي ألونسو، حيث يخوض فريقه الأول اختباره الرسمي في بطولة الدوري الإسباني بمواجهة نادي أوساسونا، في محطة يحاول فيها الفريق الملكي طي صفحة الأداء المخيب الذي قدمه في بطولة مونديال الأندية.
تحمل هذه المواجهة أهمية استثنائية تتجاوز مجرد جمع النقاط، حيث ستكون بمثابة المحك الحقيقي الأول للمنظومة الدفاعية التي ظهرت هشة بشكل لافت في المباراة الأخيرة أمام باريس سان جيرمان، والتي انتهت بهزيمة ثقيلة بأربعة أهداف نظيفة. كشفت تلك المواجهة عن ثغرات خطيرة في المساحات خلف خط الدفاع وغياب التنسيق بين القطاعات المختلفة للفريق، مما سمح للخصم بخلق فرص خطيرة بسهولة كبيرة.
يعي ألونسو تمامًا حجم هذه التحديات، وقد أكد في تصريحات سابقة على ضرورة تحقيق توازن أفضل وتعزيز الصلابة الدفاعية الجماعية، بدلاً من الاعتماد الكلي على المهارات الفردية للاعبي الخط الخلفي أو حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا. من المتوقع أن يركز المدرب الإسباني على بناء كتلة دفاعية متماسكة تقلل من المساحات المتاحة للخصوم وتوفر غطاءً أأمن للخط الهجومي.
في القطاع الهجومي، من المرتقب أن يشهد الجمهور الإسباني والعالمي أولى المحطات الرسمية للثنائي النجمي الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي فينيسيوس جونيور، حيث من المنتظر أن يشاركا معًا في تشكيل هجومي ثلاثي يكمله الإسباني إبراهيم دياز على الجناح الأيمن. تهدف هذه التركيبة إلى إحداث ضغط هجومي مستمر على دفاعات الخصوم، مع إمكانية تبادل المراكز بين الثنائي لخلق حالة من الارتباك بين المدافعين.
من الناحية التكتيكية، تميل توجيهات ألونسو نحو اعتماد خطة مرنة قائمة على أساسيات الـ 4-3-3، مع إمكانية تحولها إلى شكل 3-2-5 أثناء السيطرة الهجومية، بينما يعوّل على لاعبين مثل أوريلين تشواميني وفيديريكو فالفيردي لتأمين التوازن وقطع الهجمات المعاكسة. كما يُتوقع من الألماني الشاب أردا جولر القيام بدور محوري في صناعة اللعب وربط بين خطي الوسط والهجوم.
تمثل هذه المباراة أكثر من مجرد نقطة انطلاق في سباق الدوري؛ إنها البداية الحقيقية لمشروع طموح يسعى فيه ألونسو إلى صياغة هوية جديدة للفريق الملكي، تجمع بين القوة الدفاعية والتفوق الهجومي، في محاولة لاستعادة الهيبة التي اهتزت قليلاً في الفترة الأخيرة.