
في أعقاب الهزيمة المذلة أمام باريس سان جيرمان بخمسة أهداف نظيفة، يبدو أن ريال مدريد يقف على أعتاب تحول جذري في سياسة الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني الشاب تشابي ألونسو، الذي لم يتردد في اتخاذ قرارات جريئة خلال مشاركته الأولى مع الفريق في كأس العالم للأندية.
على مدار 44 يوماً فقط من توليه المسؤولية، قدم ألونسو رؤية واضحة تعتمد على الابتكار التكتيكي والثقة في المواهب الشابة، حيث استخدم تقنيات تدريبية حديثة مثل الطائرات المسيرة لتحليل الأداء، واتخذ قرارات مفاجئة بإشراك أردا غولر أساسياً وإعطاء الفرصة للشاب غونزالو غارسيا الذي أذهل الجميع بأدائه المتميز، مسجلاً أربعة أهداف بما فيها هدف حاسم أمام يوفنتوس.
من ناحية أخرى، كشفت البطولة عن تراجع صارخ في أداء بعض نجوم الفريق الكبار، حيث واجه الثنائي كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور انتقادات حادة لعدم قدرتهما على التأقلم مع متطلبات النظام الدفاعي الجديد لألونسو، بينما ارتكب راؤول أسينسيو سلسلة من الأخطاء الكارثية دفعت حارس المرمى تيبو كورتوا للتعليق: "بعض اللاعبين بحاجة لأن يكونوا أكثر ذكاءً في قراراتهم".
رغم الخروج المبكر من البطولة دون ألقاب، يبدو أن ألونسو بدأ بالفعل في بناء أساس متين للمستقبل، مع التركيز على تطوير المواهب الشابة مثل غارسيا الذي قال بحماس: "هذه فرصة العمر وسأبذل كل ما لدي"، بينما يبدو أن بعض الأسماء الكبيرة قد لا تجد مكاناً لها في خطط الفريق للموسم المقبل، خاصة مع التقارير التي تشير إلى احتمال رحيل رودريغو إذا قدمت أندية الدوري الإنجليزي عروضاً مناسبة.
في النهاية، تحولت بطولة كأس العالم للأندية من مجرد منافسة على اللقب إلى محطة فارقة في تاريخ ريال مدريد، حيث بدأت ملامح عهد جديد يتشكل تحت قيادة مدرب شجاع لا يخاف من اتخاذ القرارات الصعبة، ويعتمد على خليطة متوازنة بين خبرة النجوم وطموح الشباب، في محاولة لإعادة الفريق إلى سابق عهده كسيد للكرة الأوروبية.