شهدت شوارع العاصمة الفرنسية باريس ليلتي السبت والأحد سلسلة من الأحداث الأمنية المضطربة، تزامناً مع الاحتفالات الجماهيرية الكبيرة بفوز باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. وفقاً للبيانات الرسمية، قامت قوات الأمن باعتقال 79 شخصاً خلال ليلة الأحد إلى الاثنين، فيما بلغ إجمالي عدد المعتقلين خلال عطلة نهاية الأسبوع 563 شخصاً، بينهم 307 لا يزالون قيد الاحتجاز.
صرح لوران نونييز، قائد شرطة باريس، لقناة "أر تي إل" بأن "جزءاً من المحتشدين تحرك بدوافع تخريبية واضحة، ولم يكن لهم أي ارتباط حقيقي بفريق باريس سان جيرمان أو احتفالاته". وأضاف أن الأوضاع استقرت تدريجياً مع ساعات الصباح الأولى، بعد نشر أكثر من 5 آلاف عنصر أمني في مختلف أنحاء العاصمة وضواحيها.
شهدت جادة الشانزليزيه الشهيرة، التي احتضنت أكثر من 100 ألف مشجع، أعمالاً تخريبية شملت إحراق الحاويات وإتلاف الممتلكات العامة. كما حاول بعض المحتجين إقامة حواجز غير قانونية باستخدام الأسوار المعدنية، فيما أطلق آخرون الألعاب النارية بشكل عشوائي.
هذه الأحداث جاءت على الرغم من الاحتفالات السلمية التي قادها اللاعبون أنفسهم في ملعب بارك دي برانس، حيث احتشد الآلاف للترحيب بالبطل الجديد لدوري الأبطال بعد فوزه الكبير على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في المباراة النهائية التي أقيمت في ميونيخ.
أعربت السلطات المحلية عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"ظاهرة استغلال المناسبات الرياضية لأغراض تخريبية"، مؤكدةً عزمها على تطبيق إجراءات أكثر صرامة في المناسبات الكبرى المقبلة. كما أشارت إلى أن نسبة كبيرة من المعتقلين كانوا من فئة الشباب الذين لا ينتمون إلى جماهير الفريق التقليدية.
في المقابل، استمرت الاحتفالات المشروعة في مختلف أنحاء المدينة، حيث غصت المقاهي والمطاعم بالجماهير التي ظلت تردد أناشيد الفريق حتى ساعات متأخرة من الليل، في مشهد يعكس أهمية هذا الإنجاز الرياضي التاريخي للعاصمة الفرنسية.
