احتفالات كروية تتحول لمآسي.. مقتلى واعتقالات وجروح في أعقاب تتويج باريس سان جيرمان

احتفالات كروية تتحول لمآسي.. مقتلى واعتقالات وجروح في أعقاب تتويج باريس سان جيرمان

الاثنين 2 يونيو 2025

بين فرحة التتويج وألم الخسائر.. كيف تحولت احتفالات باريس إلى ساحة فوضى؟

لم تكن احتفالات باريس سان جيرمان بتتويجه التاريخي بدوري أبطال أوروبا كما توقع الجميع. فخلف الأضواء الساطعة ورفع الكأس، تكشفت قصة مأساوية تكررت في العديد من العواصم الرياضية حول العالم. سقط ضحايا أبرياء، وتضررت ممتلكات عامة، وامتلأت مراكز الشرطة بالمحتجزين، في سيناريو أصبح مألوفاً بعد كل إنجاز كروي كبير.

في مدينة داكس الجنوبية، فقد شاب في السابعة عشرة من عمره حياته بعد طعنة سكين أثناء الاحتفالات. بينما في مكان آخر، لقي شاب عشريني حتفه وهو يقود دراجته الكهربائية عندما صدمته سيارة وسط الزحام. لم تكن هذه الحوادث معزولة، فقد دخل ضابط شرطة في غيبوبة بعد إصابته بألعاب نارية في مدينة كوتانس، بينما أصيب أربعة أفراد من عائلة واحدة بجروح خطيرة في غرونوبل بعد دهسهم من قبل سائق هارب.

الأرقام الرسمية تكشف حجم المأساة: 22 عنصراً من قوات الأمن أصيبوا أثناء أداء واجبهم، 18 منهم في العاصمة باريس وحدها. كما تعرض سبعة رجال إطفاء لإصابات أثناء محاولتهم السيطرة على الحرائق المتعمدة التي أشعلها محتفلون خارج نطاق السيطرة.

ردت السلطات الفرنسية بحزم، حيث ألقت القبض على 559 شخصاً، معظمهم في العاصمة باريس. من بين هؤلاء، لا يزال 320 قيد الاحتجاز، بينهم 245 في باريس. ولم تكن الاعتقالات عشوائية، فقد ركزت على من اقتحموا المحلات التجارية في شارع الشانزليزيه الشهير، أو من أضرموا النيران في السيارات بالقرب من ملعب بارك دي برانس.

وصف وزير الداخلية برونو ريتيللو المشاغبين بـ"البرابرة"، مؤكداً أن "أقلية من البلطجية جعلت من المستحيل الاحتفال دون خوف". بينما أشار قائد شرطة باريس إلى أن "الكثيرين جاءوا بغرض التصادم مع قوات الأمن وليس للاحتفال".

في محاولة يائسة للسيطرة على الموقف، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، كما لجأت إلى مدافع المياه لحماية المعالم السياحية الرئيسية. كل هذا رغم نشر 5400 عنصر أمني في شوارع العاصمة الفرنسية.

اللافت أن نجم الفريق عثمان ديمبيلي كان قد حذر جماهيره قبل بدء الاحتفالات، ناصحاً إياهم بـ"الاحتفال بهدوء دون إلحاق الضرر بباريس". لكن التحذيرات لم تمنع وقوع الكارثة، تماماً كما حدث سابقاً مع ليفربول وغيره من الأندية الكبرى.

في خضم هذه الأحداث المأساوية، ظلت لحظة التتويج التاريخي تلمع كبريق أمل. فقد هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفريق، معبراً عن فخره بإنجازهم الذي جعل من باريس "عاصمة أوروبا لكرة القدم". لكن السؤال الذي يطرح نفسه: بأي ثمن تأتي هذه الانتصارات الرياضية، ومتى ستتعلم الجماهير الاحتفال دون دفع ثمن باهظ من الأرواح والممتلكات؟

المقالات