
أصبح أداء كيليان مبابي، النجم الفرنسي لريال مدريد، مصدر قلق كبير لإدارة النادي الملكي وجماهيره، خاصة في الفترة الحاسمة من الموسم التي تتطلب أعلى مستويات التركيز والأداء. وعلى الرغم من تألقه في بعض المواجهات الكبرى، إلا أن تذبذب مستواه في المباريات الأخيرة أثار تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على استقراره الكروي.
وقد سلطت تقارير إعلامية، أبرزها تقرير صحيفة "آس" الإسبانية، الضوء على حالة مبابي، مشيرة إلى أنه كان في قمة تألقه خلال مواجهة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل ثلاثية (هاتريك) وأثبت حضوره القوي. إلا أن هذا التألق لم يستمر، حيث ظهر مبابي باهتًا في المباراتين التاليتين ضد ريال بيتيس في الدوري الإسباني وأتلتيكو مدريد في دوري الأبطال، وفشل في إحداث أي تأثير ملحوظ.
وأثار هذا التراجع في الأداء ردود فعل واسعة، مما دفع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى الدفاع عن نجمه. وأوضح أنشيلوتي أن مبابي كان يعاني من مشاكل صحية مؤخرًا، حيث خضع لعملية إزالة ضرس العقل، مما أثر على تدريباته واستعداده للمباريات. وقال أنشيلوتي: "لم يكن مبابي في أفضل حالاته ضد بيتيس، لكنه سيحسن أدائه مع حصوله على المزيد من الدقائق على أرض الملعب".
وتظهر الأرقام الإحصائية لأداء مبابي في المباراتين الأخيرتين تراجعًا ملحوظًا. ففي مواجهة أتلتيكو مدريد، سدد مبابي مرة واحدة فقط، وكانت تسديدته ضعيفة تم التصدي لها بسهولة. كما فقد الكرة 12 مرة، وهو أحد أسوأ معدلاته منذ انضمامه لريال مدريد. بالإضافة إلى ذلك، بلغت نسبة تمريراته السيئة 82.5%، ولم تصل أي منها إلى زملائه داخل منطقة الجزاء.
ويأمل مشجعو ريال مدريد أن يكون هذا التراجع مجرد عثرة مؤقتة، خاصة مع اقتراب مواجهات مصيرية، بما في ذلك مباراة الإياب ضد أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال، والمباريات الحاسمة في الدوري الإسباني.
يذكر أن مبابي اعترف سابقًا بمعاناته النفسية بعد خسارة ريال مدريد أمام أتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني، حيث أهدر ركلة جزاء حاسمة. وقال مبابي في ذلك الوقت: "ما حدث كان أمرًا نفسيًا. أدركت أنني لا يمكن أن أقدم مستوى أسوأ من ذلك، وقلت لنفسي إنني لم آتِ إلى مدريد لألعب بشكل سيئ".
خلال الموسم الحالي، شارك مبابي في 40 مباراة مع ريال مدريد في جميع البطولات، سجل خلالها 27 هدفًا وقدم 4 تمريرات حاسمة. ومع ذلك، أهدر ركلتي جزاء من أصل 7 حاول تسديدها، وفقًا لإحصائيات موقع "ترانسفير ماركت".
يبقى السؤال الآن: هل سيتمكن مبابي من استعادة مستواه المعتاد وقيادة ريال مدريد نحو تحقيق الألقاب في نهاية الموسم؟ الجماهير تترقب الإجابة على أرض الملعب.