
شهدت المحاكمة التاريخية للفريق الطبي المسؤول عن رعاية دييجو مارادونا في أيامه الأخيرة تطوراً دراماتيكياً بعد قرار تنحية القاضية جولييتا ماكينتاش من الهيئة القضائية. جاء هذا القرار إثر فضيحة مشاركتها المزعومة في إعداد فيلم وثائقي حول القضية، مما أثار شكوكاً حول نزاهة الإجراءات القضائية.
أصدر رئيس محكمة سان إيسيدرو، ماكسيميليانو سافارينو، قراراً بإبعاد القاضية ماكينتاش بعد تأكيد وجود "ظروف تؤثر على النزاهة"، وذلك خلال جلسة استثنائية شهدت جدلاً قانونياً حاداً بين الأطراف المعنية. وقد علقت المحاكمة مؤقتاً لحين تحديد ما إذا كانت ستستمر بهيئة قضائية معدلة أو ستبدأ من الصفر.
واجهت القاضية المتنحية اتهامات بالتواطؤ مع فريق إنتاج مسلسل وثائقي بعنوان "عدالة إلهية"، حيث ظهرت في لقطات مسربة وهي تجري مقابلات حول القضية. وعلى الرغم من إنكارها أي مخالفة، أقرت بأنها لم يكن لديها "خيار سوى الانسحاب" تحت وطأة الضغوط الإعلامية والقضائية.
يأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث طالب محامو الدفاع ومدعو العائلة بإبطال جميع الإجراءات السابقة وبدء محاكمة جديدة بهيئة قضائية مختلفة. ومن المقرر عقد جلسة حاسمة يوم الخميس لتحديد مصير هذه القضية التي تهز الأرجنتين منذ أكثر من عامين.
يذكر أن مارادونا توفي في نوفمبر 2020 أثناء فترة نقاهته في منزل خاص، ويواجه سبعة من أفراد طبيبه تهم "القتل العمد المحتمل" التي قد تعرضهم لعقوبات سجنية تصل إلى 25 عاماً. وتتهم النيابة العامة الفريق الطبي بـ"الإهمال الجسيم" في الرعاية التي تلقاها النجم الأرجنتيني قبل وفاته.
هذه الأزمة القضائية الجديدة تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى واحدة من أكثر المحاكمات متابعة في تاريخ الرياضة الأرجنتينية، حيث يتصارع النظام القضائي مع تحديات الحفاظ على نزاهة الإجراءات وسط اهتمام إعلامي غير مسبوق.