انتهت رحلة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بخسارة قاسية أمام ريال مدريد بنتيجة 3-1 في مباراة الإياب على ملعب سانتياجو برنابيو، ليتأهل الفريق الإسباني بنتيجة 6-3 في مجموع المباراتين، بفضل أداء استثنائي من نجمه الفرنسي كيليان مبابي، الذي سجل ثلاثية أسطورية عززت من سمعته كواحد من أخطر المهاجمين في العالم.
بدأت الكارثة مبكرًا لمانشستر سيتي، الذي دخل المباراة بخسارة 3-2 من ذهاب الإياب على ملعب الاتحاد. فبعد 4 دقائق فقط من الصافرة الأولى، تلقى الفريق الإنجليزي ضربة قاسية عندما استقبل مبابي كرة طويلة من زميله راول أسينسيو، ليتفوق على دفاع السيتي ويرسل كرة متقنة فوق حارس المرمى إديرسون، مُسجلاً الهدف الأول.
لم يتوقف الكابوس عند هذا الحد، إذ اضطر المدرب بيب جوارديولا لإجراء تبديل إجباري بعد 8 دقائق فقط، بعد إصابة المدافع جون ستونز أثناء تنفيذه تمريرة قصيرة، ليحل مكانه ناثان أكي. كما فوجئ السيتي بغياب المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند عن التشكيلة الأساسية تمامًا، بسبب انتكاسة صحية تعرض لها خلال الفوز 4-0 على نيوكاسل في الدوري الإنجليزي.
مع تصاعد الضغط الإسباني، أضاف مبابي الهدف الثاني لريال مدريد قبل نهاية الشوط الأول، بعد تلقيه كرة ذكية من البرازيلي فينيسيوس جونيور، ليهرب من مراقبة الدفاع ويسدد كرة أرضية خادعة تجاوزت إديرسون.
وفي الشوط الثاني، أكد النجم الفرنسي تفوقه بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة 67، بعد أن تخلص من مرافقه على حافة المنطقة وأطلق كرة قوية لم يتداركها حارس السيتي، ليكتب اسمه في سجلات التاريخ كأول لاعب يسجل ثلاثية في شباك السيتي بدوري الأبطال خلال العقد الأخير.
محاولات إنجليزية يائسة.. وهدف شرفي متأخر
رغم الهزيمة الساحقة، حاول السيتي إنقاذ كرامته في الدقائق الأخيرة، حيث سجل الشاب نيكو أول أهدافه مع الفريق الأول في الدقيقة 88، بعد أن ارتدت الكرة إليه من ركلة حرة قوية للغاية سددها عمر مرموش ضد العارضة، ليتدخل الحكم المساعد (VAR) ويؤكد صحة الهدف بعد مراجعة مطولة.
وكانت هناك فرص أخرى لإدراك أهداف إضافية، مثل تسديدة فيل فودين القوية التي تصدى لها الحارس البلجيكي تيبو كورتوا ببراعة، ومحاولة برناردو سيلفا التي مرت أعلى العارضة بأقل من متر، لكن ريال مدريد حافظ على تركيزه حتى الصافرة النهائية.
اعترف المدرب الإسباني بيب جوارديولا بهزيمة فريقه دون تحفظات، قائلاً في المؤتمر الصحفي:
"النتيجة عادلة، ريال مدريد هو الأفضل. خلال 180 دقيقة من المواجهتين، سيطرنا فقط على 35 دقيقة. بدأنا المباراة بإصابة جون ستونز، وفقدان هالاند، وهذا جعل المهمة مستحيلة أمام فريق بهذه الجودة. ليس مبابي فحسب، لديهم لاعبون عظماء في كل الخطوط. لم نستحق التأهل هذه المرة، لكننا سنتعلم من هذه الخسارة".
وأضاف جوارديولا: "هذه أول مرة منذ سنوات لا نقدم فيها نسخة قوية في دوري الأبطال. فخور بما حققناه سابقًا، والآن نركز على البريميرليغ".
ماذا بعد هزيمة السيتي؟
يُواجه مانشستر سيتي الآن تحديًا نفسيًا لاستعادة توازنه في البريميرليغ، حيث يتصدر الترتيب بفارق نقطتين عن أرسنال، لكن خروج مُبكر من البطولة القارية قد يُلقي بظلاله على معنويات الفريق. بينما يتجهز ريال مدريد لمواجهة بايرن ميونخ في نصف النهائي، مع تأكيدات جماهيرية بأن "مبابي جاهز لقيادة الفريق نحو اللقب الـ15".
