لويس إنريكي يتوج بدوري الأبطال.. وإهداء خاص لروح "زانا"

لويس إنريكي يتوج بدوري الأبطال.. وإهداء خاص لروح "زانا"

الأحد 1 يونيو 2025

قصة إنسانية مؤثرة وراء تتويج باريس سان جيرمان التاريخي

عندما رفع لويس إنريكي كأس دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان في ميونخ، لم تكن لحظة احتفال عادية للمدرب الإسباني المخضرم. فخلف هذا الإنجاز الكروي التاريخي، تقف قصة إنسانية مؤثرة تعود إلى عشر سنوات مضت، عندما كانت ابنته الصغيرة زانا تركض حاملة علم برشلونة في ملعب برلين الأولمبي، وهي اللحظة التي تحولت اليوم إلى ذكرى خالدة في قلب والدها.

جاء هذا التتويج الأوروبي الأول في تاريخ النادي الباريسي ليكسر انتظاراً طويلاً للكرة الفرنسية، حيث أصبح باريس سان جيرمان أول فريق فرنسي يحرز اللقب منذ فوز مرسيليا في تسعينيات القرن الماضي. لكن البعد الإنساني ظل حاضراً بقوة في هذه المناسبة، خاصة عندما رفع الجمهور لافتة كبيرة تحمل صورة زانا ووالدها في المدرجات، في إشارة مؤثرة لتلك اللحظة التاريخية قبل عقد من الزمان.

تمر السنوات ولا تختفي ذكرى الطفلة التي فارقت الحياة عام 2019 بعد صراع مع مرض الساركوما، أحد أصعب أنواع سرطانات العظام. كان ذلك الحدث الأليم قد دفع إنريكي للتنحي عن تدريب المنتخب الإسباني آنذاك، ليتفرغ لوقته الأخير مع ابنته. اليوم، وبعد خمس سنوات من الرحيل، يعود اسم زانا ليتردد من جديد في أروقة كرة القدم العالمية، لكن هذه المرة محمولاً على أجنحة الإنجاز والانتصار.

في تصريحات سابقة، كشف إنريكي عن مدى تأثير الفقد على العائلة: "لم تستطع والدتي الاحتفاظ بصور زانا في المنزل"، مشيراً إلى أن الذكريات الجميلة التي جمعته بابنته خلال تسع سنوات هي كنز لا يفنى. اليوم، بينما يحتفل العالم بإنجازه الكروي الجديد، يبدو واضحاً أن روح زانا ما زالت حاضرة في كل إنجاز يحققه والدها، كما عبر هو نفسه بقوله: "لا نحتاج إلى كأس لتذكرها، فهي معي في كل يوم".

بهذا الفوز، يضيف إنريكي سطراً جديداً إلى سجله الحافل، حيث أصبح أحد المدربين القلائل الذين حققوا الثلاثية مرتين في مسيرتهم، بعد أن سبق له الفوز بالدوري والكأس ودوري الأبطال مع برشلونة قبل عشر سنوات. لكن يبقى هذا الإنجاز الأخير مميزاً بشكل خاص، ليس فقط لأنه الأول للنادي الباريسي، بل لأنه يحمل في طياته إهداءً خاصاً من قلب أبٍ إلى روح ابنته الغالية.

المقالات