تحليل مباراة مانشستر سيتي وليفربول التشكيل والاستراتيجيات

تحليل مباراة مانشستر سيتي وليفربول التشكيل والاستراتيجيات

الأحد 23 فبراير 2025

معركة التكتيكات.. سلوت وجوارديولا في اختبار الذكاء

تُشكل مباراة اليوم بين مانشستر سيتي وليفربول اختبارًا حاسمًا لرؤية واستراتيجيات المدربين: بيب جوارديولا الذي يعتمد على الهيمنة الكروية، وآرني سلوت الذي يسعى لتعويض تراجع فريقه "ليفربول" الأخير. مع تفوق ليفربول في المواجهات السابقة (6 انتصارات فقط لسيتي من أصل 23 لقاء)، يبدو أن التوازن النفسي سيكون لصالح الريدز، لكن السيتي يأتي بروح عالية بعد فوزه الساحق على نيوكاسل 4-0 الأسبوع الماضي.


الصراع المصري بين محمد صلاح وعمر مرموش فمن سيفوز اليوم ؟

سيكون ملعب الاتحاد مسرحًا لمواجهة بين نجمين مصريين: الملك محمد صلاح، ووريثه المحتمل عمر مرموش.

مرموش، البالغ من العمر 26 عامًا، يدخل اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد تسجيله ثلاثية في آخر مباراة له على أرضه. وكما هو الحال مع صلاح، يتمتع الوافد الجديد على مانشستر سيتي بلمسات قليلة على الكرة، لكنه يتميز بفعالية قاتلة في الثلث الأخير من الملعب.

كلا اللاعبين يمتلكان قدرة عالية على استغلال المساحات بذكاء قبل إطلاق تسديدات نحو المرمى. ورغم أن مرموش لا يزال في بداياته مع سيتي، إلا أن تسجيله "هاتريك" ضد نيوكاسل رفع من معدلاته التهديفية، ليصبح هو وصلاح في صدارة اللاعبين المصريين من حيث عدد الأهداف والصناعات لكل 90 دقيقة.

على المستوى الشخصي، يأمل مرموش في استعادة إيرلينغ هالاند لياقته واللحاق بالمباراة، حيث يفضّل اللعب على الجناح الأيسر في منظومة السيتي الهجومية إلى جانب النرويجي.

وفي المؤتمر الصحفي قبل المباراة يوم الجمعة، قدّم غوارديولا تحديثًا عن حالة هالاند، قائلًا: "لا أعلم بعد، سنعرف ذلك يوم السبت".

مرموش ليس مهاجمًا صريحًا، بل يفضل التحرك كجناح متقدم أو مهاجم ثانٍ. ومن المعروف أن هالاند يجذب المدافعين، مما يتيح لمرموش مساحة إضافية للتحرك بذكاء داخل منطقة الجزاء، كما ظهر في لقاءي تشيلسي ونيوكاسل.

هذا الأمر يضع عبئًا كبيرًا على إبراهيما كوناتي وفيرجيل فان دايك، حيث سيكون عليهما مراقبة تحركات مرموش، خاصة أن ترينت ألكسندر-أرنولد قد لا يتمكن من تتبعه في كل لحظة.

تأثير هالاند.. هل يؤثر غيابه على عامل الهجوم؟

لا يزال وجود إيرلينج هالاند مُعلقًا بسبب إصابة في الركبة. إذا غاب، قد يعتمد السيتي على الثنائي مرموش وسافينيو في الهجوم، كما حدث ضد ريال مدريد، حيث تشارك الاثنان دور المهاجم المركزي (كما تُظهر الخرائط الحرارية). هذه الخطة قد تفتح المجال لمرموش لاستغلال تحركات المدافعين، خاصة مع ميل فان دايك للتركيز على متابعة هالاند.

تحركات مرموش في الملعب

 

تحركات مرموش وهالاند


 

صلاح ومارموش.. تحركات متشابهة ولكن على جهتين مختلفتين

كلا اللاعبين يتمركزان في مواقع متشابهة عند استلام الكرة، لكن صلاح يفضّل التواجد في الزاوية اليمنى لمنطقة الجزاء، بينما يتجه مارموش أكثر إلى العمق. وفي حال غياب هالاند، قد يلجأ غوارديولا لاستخدام مارموش وسافينيو كثنائي هجومي متحرك، وهو ما جرّبه في الهزيمة 3-1 أمام ريال مدريد، رغم أن التجربة لم تكن ناجحة بشكل كبير.

تسديدات وتمريرات صلاح ضد أستون فيلا

تسديدات وتمريرات محمد صلاح ضد استون فيلا

 

تسديدات وتمريرات عمر مرموش امام نيوكاسل

 

تسديدات وتمريرات عمر مرموش ضد نيوكاسل


 

صلاح.. الرقم الصعب أمام غوارديولا

لم يتمكن أي لاعب من هز شباك مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا أكثر من محمد صلاح، الذي ساهم في 13 هدفًا (8 أهداف و5 تمريرات حاسمة) ضد الفريق السماوي. ويعيش صلاح فترة ذهبية، حيث سجل 8 أهداف وصنع 3 في آخر 7 مباريات بجميع المسابقات. وبالتالي، سيكون من المفاجئ ألا يترك بصمة واضحة في هذه المواجهة المرتقبة.


هل يكون الدفاع هو المفتاح للفوز ؟

سيواجه كل من فان دايك وجوشكو غفارديول اختبارات صعبة في هذه المباراة، حيث يتوجب على قائد ليفربول التعامل مع خطورة هالاند (إذا شارك)، بينما سيكون الظهير الأيسر لسيتي في مهمة صعبة لإيقاف صلاح.

لكن تأثير كلا المدافعين لن يكون دفاعيًا فقط، بل قد يكون لهما كلمة حاسمة في الكرات الثابتة. فكلاهما ضمن أفضل ثلاثة مدافعين من حيث عدد التسديدات الرأسية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

في المواجهة الأخيرة بين الفريقين في أنفيلد، حصل فان دايك على ثلاث فرص محققة من الكرات الثابتة، لكنه لم يستغلها. وعلى الجانب الآخر، يعد غفارديول المدافع الأكثر تسجيلًا هذا الموسم برصيد 5 أهداف، اثنان منها من كرات ثابتة.


مَن سيضغط بشكل أكثر فاعلية ليفربول أم مانشستر سيتي؟

يعتمد كلا المدربين على أسلوب الضغط العالي، حيث يحاول كل فريق تضييق المساحات عند فقدان الكرة، وتوسيعها عند الاستحواذ.

وفي الموسم الحالي، أظهر ليفربول تفوقًا واضحًا في هذا الجانب، كما تجلى ذلك في لقاء الفريقين الأخير بأنفيلد، عندما أسفر الضغط المكثف عن خطأ من الحارس شتيفان أورتيغا، تسبب في ركلة جزاء حسمت النتيجة.

لكن في المقابل، يتمتع مانشستر سيتي بقدرة كبيرة على استغلال الضغط لصالحه وتحويله إلى فرص تهديفية، وهو أمر يُعدّ سمة مميزة لفرق غوارديولا.

يُعد الضغط العالي أحد أبرز أسلحة ليفربول تحت قيادة أرين سلوت، وقد ظهر تأثيره بوضوح في المواجهة الأخيرة بين الفريقين في آنفيلد. من خلال الضغط المكثف والمنظم، نجح ليفربول في استعادة الكرة سريعًا في مناطق خطرة، وهو ما أدى إلى حصوله على ركلة جزاء محورية في المباراة.

في تلك اللقطة، مارس ليفربول ضغطًا عدوانيًا على لاعبي مانشستر سيتي أثناء محاولتهم بناء اللعب من الخلف. تمكن الفريق الأحمر من قطع الكرة بذكاء، ما أجبر الحارس البديل ستيفان أورتيغا على ارتكاب خطأ ضد لويس دياز داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح ليفربول، أسفرت عن الهدف الثاني في اللقاء.

سيحاول ليفربول تكرار هذا السيناريو في المواجهة القادمة، حيث يُجيد استغلال أخطاء المنافسين الناتجة عن الضغط العالي. في المقابل، يمتلك مانشستر سيتي القدرة على الرد بأسلوبه الخاص، حيث يُعد الضغط أحد الركائز الأساسية في فلسفة بيب غوارديولا، وغالبًا ما يُحوّل استعادة الكرة بسرعة إلى فرص تهديفية خطيرة.

هذا الصراع التكتيكي بين الفريقين سيشكل عاملًا حاسمًا في تحديد هوية الفائز بالمواجهة المرتقبة.


التوزيع الطويل للكرات.. سلاح فعال لكلا الفريقين

لتجنب الوقوع في فخ الضغط، يلجأ الفريقان أحيانًا إلى الكرات الطويلة. ففي لقاء أنفيلد الأخير، أرسل ليفربول تمريرة طويلة إلى صلاح، الذي بدوره صنع هدفًا لكودي جاكبو.

وبالمثل، يعتمد سيتي على تمريرات طويلة دقيقة، لا سيما من الحارس إيدرسون، الذي صنع ثلاثة أهداف هذا الموسم. لذا، ستكون هذه التحولات السريعة عاملاً مهمًا في اللقاء.

التمريرات الطويلة ل ليفربول

التمريرات الطويلة ل ليفربول


الحسم أمام المرمى.. مانشستر سيتي الأكثر دقة هذا الموسم

عامل الحسم في إنهاء الفرص سيكون بالغ الأهمية في هذه القمة. ووفقًا للإحصائيات، يمر مانشستر سيتي بأفضل فتراته من حيث الفاعلية التهديفية، حيث سجل 20 هدفًا من 81 تسديدة فقط في آخر 6 مباريات بالبريميرليغ، بمعدل تحويل فرص مذهل بلغ 24.7%.

على الجانب الآخر، ورغم أن ليفربول لعب مباراتين إضافيتين في 2025، إلا أنه سجل 3 أهداف أقل من سيتي، مع معدل تحويل فرص بلغ 12.4%.

وبالنظر إلى خرائط التوقعات التهديفية (XG)، يظهر بوضوح أن سيتي يصنع فرصًا ذات جودة أعلى مقارنة بليفربول، مما يجعله بحاجة إلى فرص أقل للتسجيل في المواجهة المرتقبة.

خريطة توضح تمركز وصناعة الفرص بين ليفربول ومانشستر سيتي


ختامًا.. من سيحسم المواجهة؟

معركة ملعب الاتحاد ستكون حاسمة في سباق اللقب. ليفربول يسعى لاستعادة توازنه، بينما يطمح مانشستر سيتي لمواصلة زحفه نحو القمة. وفي ظل الأسماء الكبيرة على أرض الملعب، قد يكون للحظات الحسم الفردية الدور الأكبر في تحديد هوية الفائز.

المقالات