
لا يزال تاريخ التاسع من فبراير يُلقي بظلاله الثقيلة على نادي ليفربول، بعدما سقط الفريق الأحمر مجددًا في نفس اليوم أمام خصمٍ غير متوقع، ليُضيف فصلًا جديدًا إلى سلسلة إخفاقاتٍ كروية غامضة تمتد لأكثر من قرن.
ففي مفاجأة اعتبرها الجمهور "تكرارًا لمأساة تاريخية"، ودّع ليفربول بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي مساء الأحد، بعد هزيمةٍ صاعقة (1-0) أمام بليموث أرجايل، الفريق المتذيل لترتيب دوري التشامبيونشيب، في لقاءٍ كشف عن هشاشة القرارات التكتيكية للمدرب آرني سلوت، الذي اختار إراحة نجومه الأساسيين مثل محمد صلاح وفيرجل فان دايك، استعدادًا لمواجهة إيفرتون في الدوري الممتاز.
عام 1901: خسارة (0-2) أمام نوتس كاونتي.
عام 1972: انهزام (0-2) ضد ليدز يونايتد.
عام 2016: خسارة (1-2) من وست هام يونايتد.
2024: تكرار السيناريو بهزيمةٍ مفاجئة أمام بليموث.
رغم تصدر ليفربول الدوري الإنجليزي بـ 56 نقطة، ووصوله لنهائي كأس الرابطة بعد تخطي توتنهام (4-0)، وتأهله لدور الـ16 في دوري الأبطال، إلا أن خروج الفريق من كأس الاتحاد يُعتبر ضربةً لطموحاته في تحقيق "رباعية أسطورية"، خاصةً مع تزايد الضغوط النفسية جراء "العقدة التاريخية".
اعتمد سلوت على تشكيلةٍ هجينة في المواجهة، ضمت حارس المرمى الاحتياطي كويمين كيليهر، وعددًا من الوجوه الشابة مثل نيوني وماكونيل، في خطوةٍ فُسّرت على أنها "استهانة" بقدرات الخصم. النتيجة كانت هجومًا باهتًا، حيث فشل ليفربول في تسجيل أي هدف رغم استحواذه على الكرة بنسبة 68%.
نجح الفريق الضعيف، الذي لم يفز سوى في 5 مباريات فقط هذا الموسم، في صنع إحدى مفاجآت البطولة عبر أداءٍ دفاعي منظم، توجّه بالهدف التاريخي للأسكتلندي ريان هاردي من ركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة 53. هذا الانتصار يمنح بليموث دفعة معنوية هائلة في معركته للهروب من مراكز الهبوط.
أعرب المدرب الهولندي عن أسفه للنتيجة، قائلًا: "الخسارة مؤلمة، خصوصًا لأنها تتزامن مع ذكرى سوداء. قراراتنا كانت مُحسوبة، لكن الأداء لم يكن مقنعًا". وأضاف: "لا نستطيع لوم الظروف أو الحظ. أمامنا تحديات أكبر، وسنعمل على تصحيح الأخطاء".
مستقبل الموسم:
يركز ليفربول الآن على ثلاث جبهات:
مواجهة إيفرتون في الدوري (مباراة مؤجلة).
نهائي كأس الرابطة ضد نيوكاسل (25 فبراير).
دوري الأبطال (مواجهة دور الـ16 في مارس).
تبقى التساؤلات قائمة: هل ستتحول "لعنة التاسع من فبراير" إلى حافزٍ للفريق؟ أم أنها بداية انهيار أحلام جماهير الأنفيلد؟ المشهد الكروي ينتظر الإجابة.