
تقف اللحظات المصيرية عادةً عند مفترق طرق في حياة اللاعبين، بعضها يتحول إلى ذكريات مجيدة، وأخرى تظل كوابيس تلاحقهم. للمكسيكي جوليان كينيونيس موعدٌ مع تصفية حسابٍ مع التاريخ، حين يخوض مع القادسية نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد، حاملاً في جعبته تجربةً سابقةً لا تزال تؤرقه.
تعود القصة إلى صيف 2022، عندما وقف كينيونيس تحت الأضواء في نهائي كأس المكسيك مع فريقه السابق أطلس جوادالاخارا. في الدقيقة الأخيرة من المباراة، نجح في تسجيل هدف التعادل التاريخي ضد كروز أزول، ليرسل المباراة إلى ركلات الترجيح. لكن الفرحة لم تكتمل، إذ أهدر الضربة الحاسمة التي كلفت فريقه اللقب.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات من تلك الحادثة، يجد النجم المكسيكي نفسه أمام فرصة ذهبية للتعويض. فقد أصبح أحد أبرز نجوم البطولة، حيث يتصدر قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف، مناصفةً مع الأوروغوياني رينزو لوبيز. خلال مسيرته في ثلاث بطولات كأسية مختلفة، أظهر كينيونيس كفاءةً عاليةً بـ10 أهداف و5 تمريرات حاسمة في 15 مباراة فقط.
على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضي (الإنماء) في جدة، سيكون كل شيء مختلفاً هذه المرة. ليس فقط لأن اللقب على المحك، ولكن لأن اللاعب يدرك أن هذه قد تكون فرصته لتغيير السردية، وتحويل مأساة الماضي إلى ملحمةٍ تخلد اسمه في تاريخ الكرة السعودية. الجماهير تنتظر، والضغوط كبيرة، ولكن الأكبر منها هو إرادة لاعبٍ عرف كيف ينهض من كبوته، جاهزاً الآن لكتابة فصل جديد من مسيرته