
أصبح المنتخب الإيراني رسمياً من أوائل المتأهلين لنهائيات كأس العالم 2026، بعد تعادله مع أوزبكستان 2-2 في طهران، لينضم إلى اليابان ونيوزيلندا والمستضيفات الثلاث (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك) في قائمة المشاركين بالبطولة.
لكن فرحة التأهل الكروي تخيم عليها غيمة سياسية كبيرة، حيث قد تمنع القيود الأمريكية الحالية مشجعي وربما لاعبي إيران من دخول الأراضي الأمريكية التي ستستضيف معظم مباريات المونديال. وتأتي هذه المخاوف بعد إدراج إيران ضمن قائمة 41 دولة تخضع لقيود سفر أمريكية صارمة.
وفقاً لوثائق حكومية أمريكية حديثة، تصنف إيران ضمن مجموعة من 10 دول تخضع لتعليق كامل لإصدار التأشيرات، إلى جانب دول مثل سوريا وكوريا الشمالية. هذه الإجراءات تأتي تنفيذاً لأمر تنفيذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير 2025، يهدف إلى "تعزيز الأمن القومي الأمريكي".
هذا الوضع يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مأزق كبير، حيث قد تضطر المنظمة الكروية العالمية لاتخاذ موقف حاسم إما بالضغط على الجانب الأمريكي لتخفيف القيود، أو البحث عن حلول بديلة مثل:
- إقامة الفريق الإيراني في دولة مجاورة
- إعادة توزيع مباريات إيران على المكسيك وكندا فقط
- في أسوأ السيناريوهات: سحب حق الاستضافة من الولايات المتحدة
يذكر أن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو يتمتع بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية، مما يزيد من تعقيد الموقف. وتشير مصادر مقربة من المنظمة إلى أن الإنفانتينو قد يلجأ للحل الوسط بتخصيص مباريات إيران خارج الأراضي الأمريكية.
من جهتها، لم تصدر الحكومة الإيرانية أي رد فعل رسمي حتى الآن، بينما يتابع اتحاد الكرة الإيراني التطورات بقلق، مع تأكيده على أن "الكرة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراعات السياسية".
في السياق ذاته، حذر خبراء قانونيون من أن استمرار هذا المأزق قد يؤدي إلى أزمة غير مسبوقة في تاريخ كأس العالم، قد تصل إلى مقاطعة بعض المنتخبات أو حتى تغيير الدولة المضيفة في اللحظة الأخيرة.
تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه العالم لأكبر نسخة في تاريخ المونديال بمشاركة 48 فريقاً، مما يزيد من تعقيدات التنظيم والتنسيق بين الدول المضيفة الثلاث. الجميع الآن يترقب كيف ستتعامل الأطراف المعنية مع هذه الأزمة الحساسة التي تختبر مبدأ فصل الرياضة عن السياسة.