في مواجهة كانت أشبه باختبار حقيقي لمكانة الدوري الأمريكي لكرة القدم على الخريطة العالمية، تعرض إنتر ميامي لهزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 4-0، في مباراة كشفت الفجوة الهائلة بين المستويين الأمريكي والأوروبي. اللقاء الذي جمع الفريقين ضمن منافسات كأس العالم للأندية، تحول إلى عرض من طرف واحد، حيث سيطر الباريسيانيون على مجريات اللعب منذ الصافرة الأولى.
جوردي ألبا، مدافع إنتر ميامي، لم يجد حرجاً في الاعتراف بصعوبة المواجهة: "يجبرونك على التشكيك في قدراتك، يسيطرون على اللعب ويحاصرونك بأعداد كبيرة من اللاعبين". هذه التصريحات جاءت بعد مباراة شهدت تفوقاً تكتيكياً وجسدياً واضحاً للفريق الفرنسي، الذي لم يترك لخصمه الأميركي أي مجال للتأثير.
المدرب الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو حاول التخفيف من وطأة الهزيمة، مؤكداً أن فريقه "قدم ما في وسعه"، لكن الحقائق على الأرض كانت أكثر قسوة. زلاتان إبراهيموفيتش، النجم السابق، لم يتردد في وصف لاعبي ميامي بأنهم "يشبهون التماثيل"، في إشارة إلى بطء حركتهم ورداءة أدائهم.
المفارقة تكمن في أن إنتر ميامي جاء إلى هذه البطولة ممثلاً للدوري الأمريكي بعد تحقيق رقم قياسي في النقاط خلال الموسم المحلي. لكن الأداء المخيب للفريق أمام باريس أعاد تسليط الضوء على المشكلات الهيكلية التي يعاني منها الدوري، والتي تتجاوز مجرد وجود نجوم عالميين مثل ميسي وسواريز في صفوف بعض الأندية.
من الناحية التكتيكية، عانى ميامي بشكل واضح في مواجهة سرعة وحيوية لاعبي باريس الشباب. خفيتشا كفاراتسخيليا (24 عاماً) وديزيريه دوي (20 عاماً) قدما عرضاً رائعاً، بينما عجز لاعبو ميامي عن مجاراتهم سواء من حيث اللياقة البدنية أو المهارات الفنية.
المسؤولون في الدوري الأمريكي كانوا قد وصفوا المشاركة في البطولة بأنها "لحظة تاريخية"، لكن النتيجة النهائية جاءت لتؤكد أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن يصبح MLS قادراً على منافسة أفضل الأندية الأوروبية. تصريحات دون غاربر، مفوض الدوري، عام 2015 عن طموحه بمقارنة MLS بالدوريات الأوروبية الكبرى، تبدو اليوم مجرد أحلام بعيدة المنال.
الهزيمة الكبيرة أمام باريس سان جيرمان تطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الدوري الأمريكي واستراتيجيته في جذب النجوم. بينما تمكن الفريق من تحقيق نجاحات محلية، إلا أن الأداء في المحافل الدولية يكشف أن الاعتماد على الأسماء الكبيرة وحدها ليس كافياً لسد الفجوة مع أندية النخبة الأوروبية.
في النهاية، ربما يكون أهم درس يمكن استخلاصه من هذه التجربة هو أن بناء دوري قوي يتطلب أكثر من مجرد تعاقدات إعلامية، بل يحتاج إلى تطوير شامل يبدأ من القاعدة ويمر عبر جميع مستويات النظام الكروي. بينما حقق إنتر ميامي بعض النجاحات المحلية، إلا أن اختبار المواجهة مع أبطال أوروبا جاء ليثبت أن الطريق إلى المنافسة الحقيقية على المستوى العالمي لا يزال طويلاً وشاقاً.
