
في صباح يوم السبت الحزين، اهتزت الساحة الرياضية المصرية بخبر وفاة إبراهيم شيكا لاعب الزمالك السابق، الذي رحل عن عالمنا في سن الـ28 فقط، بعد عام كامل من المعاناة مع سرطان القولون. اللاعب الذي كان يُعتبر من أبرز المواهب الشابة في الكرة المصرية، تحولت حياته فجأة من المنافسة على أرض الملعب إلى معركة يومية من أجل البقاء.
ولد إبراهيم الجمال الشهير بـ"شيكا" عام 1996، وبدأ مسيرته الكروية في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، حيث لفت الأنظار بمهاراته الفنية الفريدة وقدرته على التحكم في الكرة. تم تصعيده للفريق الأول عام 2015، وكان المدربون يتوقعون له مستقبلاً باهراً نظراً لتميزه في خط الوسط.
قال عنه مدربه السابق في الفريق الأول: "كان يتمتع برؤية فنية استثنائية وقدرة على صناعة اللعب، كنا نرى فيه نجم المستقبل".
بعد ثلاث سنوات مع الزمالك، انتقل شيكا إلى نادي المقاولون العرب عام 2018، ثم إلى طلائع الجيش عام 2020. لكن في منتصف عام 2022، بدأت تظهر عليه أعراض غريبة أثناء التدريبات.
يتذكر زميله في الفريق: "كان يشكو دائماً من آلام في البطن وإرهاق غير مبرر، لكننا ظنناها إصابة عادية".
في يوليو 2022، أكدت الفحوصات الطبية إصابته بسرطان القولون في مرحلة متقدمة. التحول كان صادماً للجميع، خاصة أن شيكا كان في قمة لياقته البدنية ولم يتجاوز الـ26 عاماً.
نشر شيكا حينها: "الحمد لله على كل حال.. سأقاتل هذا المرض كما قاتلت في الملاعب".
خضع اللاعب لبرنامج علاجي قاسي شمل:
12 جلسة كيماوية
عمليتين جراحيتين
علاج مناعي مكثف
لكن حالته استمرت في التدهور، حيث فقد 25 كيلوغراماً من وزنه، وأصبح غير قادر على الحركة بدون مساعدة.
أطلق مشجعو الزمالك حملة "قوة لشيكا" لدعمه مادياً ومعنوياً، كما زاره العديد من نجوم الكرة مثل محمد صلاح ومحمود حسن "شيكابالا".
قبل يومين من رحيله، نشر شيكا آخر منشور له على فيسبوك، كان عبارة عن دعاء مؤثر للشفاء. وفي صباح السبت 12 أبريل 2025، أسلم روحه بعد أن خسر معركته مع المرض.
نعاه نادي الزمالك رسمياً قائلاً: "فقدنا اليوم ابناً باراً من أبناء النادي". كما غرد محمد صلاح: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. كان مثالاً للشجاعة والإصرار".
اليوم، يرحل إبراهيم شيكا جسداً، لكن قصته تبقى إلهاماً لكل من يواجه الصعوبات، تاركاً وراءه إرثاً من الإصرار والأمل، وإثباتاً أن بعض المعارك لا تُخسر حتى عندما تنتهي بالرحيل.