
في صباح يوم السبت، أسدل الستار على حياة لاعب كرة قدم واعد كان يمكن أن يصبح أحد نجوم الكرة المصرية لولا أن خطفته يد المنون مبكراً. إبراهيم شيكا، نجم الزمالك السابق، رحل عن عالمنا بعد صراع مرير مع مرض سرطان المستقيم، مخلفاً وراءه قصة كفاح تستحق أن تُروى.
في ليلة الجمعة، خرجت زوجة اللاعب الراحل لتكذب شائعات وفاته التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. "ادعوا له"، كانت هذه كلماتها الأخيرة قبل أن يغيب زوجها إلى الأبد. وفي صباح اليوم التالي، بينما كان الأطباء يستعدون لإجراء عملية منظار كحل أخير لمحاولة إنقاذ حياته، أسلم الروح في السابعة صباحاً، لتنتهي بذلك معاناة استمرت لأكثر من عام.
كانت المفارقة قاسية. اللاعب الذي اعتاد الركض خلف الكرة في ملعب الزمالك، وجد نفسه في النهاية عاجزاً عن الحركة دون كرسي متحرك. المرض لم يأخذ منه صحته فقط، بل غير ملامح وجهه أيضاً، حيث فقد أكثر من 25 كيلوغراماً من وزنه، وتحول من شاب ممشوق القوام إلى ظل لما كان عليه.
خلال فترة علاجه، ظهرت العديد من المواقف الإنسانية التي تؤكد مكانة شيكا في قلوب زملائه:
زيارات متكررة من نجوم الكرة المصرية
حملات تبرع لعلاجه داخل وخارج مصر
منشورات مؤثرة على وسائل التواصل تدعو له بالشفاء
لم يغب عن المسؤولين تقدير تضحية هذا اللاعب الشاب. فقد نعاه:
أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة
أحمد زيزو نجم الكرة المصري
محمد صبحي المدير الفني السابق للزمالك
كما أصدر نادي الزمالك بياناً رسمياً وصف فيه الراحل بأنه "أحد أبناء النادي البررة الذين قدموا الكثير رغم صغر سنهم".
ورغم أن مسيرة شيكا الكروية كانت قصيرة نسبياً، إلا أنه ترك إرثاً إنسانياً كبيراً:
نموذج للصبر في مواجهة المرض
حالة ألهمت الكثيرين للتبرع لمرضى السرطان
قصة كفاح ستبقى في ذاكرة الكرة المصرية
اليوم، بينما يوارى إبراهيم شيكا الثرى، تبقى ذكراه حية في قلوب محبيه، ليس كلاعب كرة قدم فقط، ولكن كمثال للإنسان الذي يقاوم حتى النهاية، ويظل متفائلاً رغم كل الصعاب. رحل الجسد، لكن الإرث باقٍ، والشجاعة التي أظهرها في مواجهة المرض ستظل مصدر إلهام للكثيرين ممن يواجهون تحديات صحية مشابهة.