شهدت الساحة الرياضية مؤخراً جدلاً واسعاً إثر انسحاب النادي الأهلي المصري من مباراة القمة رقم 130 أمام غريمه التقليدي الزمالك، وهو ما وصفته وسائل إعلام عالمية بأنه حدث يهز استقرار الدوري المصري. إلا أن هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم، حيث سبق لأندية أوروبية مرموقة أن سجلت انسحابات مماثلة من مسابقات رسمية.
بدأت الأزمة وفقاً لتقارير إعلامية محلية، عندما قرر اتحاد الكرة المصري تعيين الحكم محمود بسيوني لإدارة المباراة، مع طاقم تحكيمي محلي بالكامل، مما أثار غضب إدارة النادي الأهلي. وعقد النادي اجتماعاً طارئاً قرر خلاله عدم خوض المباراة إلا في حال استقدام حكام أجانب، مع التهديد بالانسحاب من الدوري المصري. وبالفعل، تم إلغاء المباراة واحتساب الفوز لصالح الزمالك بثلاث نقاط، بينما ينتظر الأهلي تطبيق لائحة العقوبات.
هذا الانسحاب ليس الأول في تاريخ الأهلي، حيث سجل النادي 18 انسحاباً من الدوري المصري عبر تاريخه الطويل. لكن هذه الطريقة في الاعتراض ليست جديدة في عالم كرة القدم، إذ سبق لنادي برشلونة الإسباني أن انسحب من مباراة تاريخية أمام أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس الملك موسم 1999-2000.
في ذلك الوقت، حقق أتلتيكو مدريد فوزاً كبيراً في مباراة الذهاب بنتيجة 3-0 على ملعبه، لكن المفاجأة جاءت في مباراة الإياب عندما رفض لاعبو برشلونة خوض المباراة بحجة النقص العددي في صفوف الفريق. وعلى الرغم من طلب رئيس برشلونة تأجيل المباراة، رفض الاتحاد الإسباني ذلك، مما أدى إلى تقديم الفريق الكتالوني انسحاباً رسمياً، ليحصل أتلتيكو على الفوز تلقائياً.
ولم يتوقف الأمر عند برشلونة، حيث هدد ريال مدريد بالانسحاب من الدوري الإسباني في موسم سابق بسبب ما وصفه بـ"التحيز التحكيمي". بل وصل الأمر إلى حد تفكير النادي الملكي في الانتقال إلى دوري أوروبي آخر، مثل الدوري الألماني أو الإيطالي، بحثاً عن منافسة أكثر إنصافاً.
هذه الحوادث تؤكد أن انسحابات الأندية من المسابقات الرسمية ليست ظاهرة محلية، بل هي جزء من تاريخ كرة القدم العالمية، حيث تلجأ الأندية إلى هذه الخطوة كوسيلة للاحتجاج على القرارات التي تراها غير عادلة.
