
في موسم غير مسبوق، نجح أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي في قلب المعايير التقليدية للتنافس على جائزة الكرة الذهبية، حيث يقدم المدافع المغربي أداءً شاملاً يتحدى كل التوقعات ويضع علامات استفهام كبيرة حول أولوية المهاجمين في السباق نحو الجائزة الأكثر شهرة في عالم الساحرة المستديرة.
المعطيات الإحصائية للحكيمي خلال الموسم الحالي تروي قصة مختلفة تماماً عما اعتدنا عليه. فبينما تحتشد الأضواء عادة حول المهاجمين مثل زميليه عثمان ديمبيلي ولامين يامال، يفرض الظهير المغربي نفسه بقوة عبر 11 هدفاً و16 تمريرة حاسمة في 55 مباراة، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي الذي سجله البرازيلي داني ألفيس قبل 14 عاماً.
الأكثر إثارة أن تألق حكيمي لم يقتصر على البطولات المحلية، بل امتد إلى الساحة الأوروبية حيث كان له دور محوري في حملة باريس سان جيرمان التاريخية نحو لقب دوري أبطال أوروبا. سجل المغربي في مراحل حاسمة من البطولة، واختتم مسيرته الأوروبية بتألق لافت في النهائي الذي انتهى بفوز ساحق للباريسيين على إنتر ميلان بخماسية نظيفة.
تحليل الأرقام يكشف تفوق حكيمي على جميع مدافعي الدوري الفرنسي في عدة مؤشرات حاسمة:
صانع 47 فرصة واضحة
الأفضل في التقدم بالكرة إلى المناطق الخطرة
13 تسديدة موجهة على المرمى
هذه الإنجازات تطرح سؤالاً جوهرياً: في عصر أصبحت فيه القيمة الحقيقية للاعب تقاس بتأثيره الشامل على المباراة، وليس فقط بالأهداف، أليس أداء حكيمي الذي يجمع بين الصلابة الدفاعية والإبداع الهجومي جديراً بالاعتراف الأكبر؟
التصريح الأخير للنجم المغربي لقناة "كانال+" يلخص هذه الثورة الفكرية: "أنا لست مهاجماً ولا لاعب وسط، أنا مدافع في خط دفاع رباعي". جملة بسيطة تحمل تحدياً واضحاً للمعايير التقليدية، وتفتح الباب لإعادة النظر في كيفية تقييم أداء اللاعبين وتوزيع الجوائز الكبرى.
في الأسابيع المقبلة، سيختبر العالم الرياضي مدى استعداد المؤسسات الكروية لتقبل فكرة فوز مدافع بالكرة الذهبية، خاصة عندما يكون أداؤه بهذا المستوى الاستثنائي الذي يجعله ليس مجرد مرشح، بل أحد أبرز المنافسين على الجائزة.