يشهد الدوري السعودي للمحترفين تحولاً ملحوظاً في سياسة التعاقدات خلال صيف 2025، حيث اتجهت الأندية بشكل لافت نحو استقدام المواهب الفرنسية، التي أصبحت تشكل النسبة الأكبر بين اللاعبين الوافدين هذا الموسم، في مؤشر على تغير الاستراتيجيات الاعتيادية في سوق الانتقالات.
كان نادي الاتحاد الرائد في تبني هذا التوجه عندما قام بضم النجمين الدوليين كريم بنزيما ونجولو كانتي قبل موسمين، ثم تبع ذلك التعاقد مع موسى ديابي وحسام عوار، بالإضافة إلى التعاقد مع المدرب الفرنسي لوران بلان، الذي قاد الفريق للفوز بالثنائية المحلية للمرة الأولى في تاريخ النادي بالعصر الاحترافي.
نجاح هذه التجربة دفع نادي نيوم الصاعد حديثاً إلى دوري روشن إلى احتذاء نفس النهج، حيث استعان بالمدرب المخضرم كريستوف جالتييه، وضم ثلاثية فرنسية متمثلة في المدافع ناثان زيزي وصانع الألعاب سيمون بوابري والمهاجم المخضرم ألكسندر لاكازيت، في محاولة لاستنساخ نموذج نجاح الاتحاد.
لم تقتصر هذه الموجة الفرنسية على ناديي الاتحاد ونيوم فقط، بل شملت معظم أندية الدوري الكبرى، حيث تعاقد الهلال مع الظهير الدولي ثيو هيرنانديز والحارس ماتيو باتويليت، بينما ضم الأهلي لاعب الوسط إنزو ميلوت وفالنتين أتانجانا، وأكد النصر تعاقده مع الجناح كينجسلي كومان، كما انضم ياسين عدلي إلى صفوف الشباب.
هذه الطفرة الفرنسية تمثل قفزة كمية ونوعية في سوق الانتقالات المحلي، حيث ارتفع عدد اللاعبين الفرنسيين من 5 لاعبين فقط في صيف 2024 إلى 14 لاعباً في الصيف الحالي، لتصبح الجنسية الفرنسية في صدارة الوافدين إلى الدوري السعودي، متقدمة على الجنسية البرازيلية التي كانت تحتل المركز الأول سابقاً.
يشكل هذا التحول استراتيجية جديدة تعتمدها الأندية السعودية في بناء فرقها، مستفيدة من الخبرات الفرنسية المتميزة والتجارب الناجحة التي أثبتت فاعليتها في البطولات المحلية، مما يعزز من التنافسية والجودة الفنية في منافسات دوري روشن السعودي للموسم المقبل.
