
في سجل قيادي ممتد لعام ونصف، اختار فهد بن نافل رئيس نادي الهلال التدخل العلني للدفاع عن ناديه في ثلاث مناسبات حرجة فقط، كانت كفيلة بإبراز فلسفته الإدارية الفريدة في التعامل مع الأزمات.
البداية كانت في سبتمبر 2023، عندما هز التعادل مع ضمك (1-1) أركان القلعة الزرقاء. في ذلك الوقت، خرج بن نافل بتغريدة محفزة بعد ستة أيام من الصمت، حملت رسالة واضحة: "المعوّل منا جميعًا استشعار المسؤولية ودعم نجومنا بقيادة المدرب جيسوس". كانت الكلمات كافية لتهدئة العاصفة، ليتحول المسار بعدها إلى سلسلة انتصارات قياسية دخلت موسوعة جينيس، وحققت ثلاثية تاريخية.
بعد هذه النجاة، اختفى الرئيس الهلالي من الساحة الإعلامية لأكثر من عام، ليظهر مجددًا في فبراير الماضي مدافعًا هذه المرة عن المدافع الدولي علي البليهي. عبر منشور تلفزيوني، طالب بن نافل بوقف "صيحات الاستهجان" ضد اللاعب، رغم أن هذه المرة لم تكن النتيجة مماثلة للتدخل الأول، حيث استمر البليهي تحت نيران النقد.
الموقف الثالث والأكثر إثارة جاء بعد الهزيمة المذلة أمام النصر (1-3) الأسبوع الماضي. واجه بن نافل موجة غضب غير مسبوقة تطالب برأس المدرب جيسوس وأعضاء الإدارة. تغريدته هذه المرة تجاوزت 5 ملايين مشاهدة، لكنها جاءت في ظروف أكثر تعقيدًا: الهلال يخسر الصدارة لصالح الاتحاد بفارق 5 نقاط، ويخرج من كأس الملك، ولم يتبق سوى بطولة النخبة الآسيوية.
الملاحظ أن فلسفة بن نافل تعتمد على:
1. التوقيت المدروس للتدخل (بعد أيام من الأزمة وليس ساعات)
2. اختيار المعارك الكبرى فقط
3. التركيز على الرسائل التحفيزية بدل الانتقادات
4. الاقتصاد في استخدام التأثير الإعلامي
رغم نجاح هذه الآلية في المرة الأولى، يبدو أن التحدي الحالي أكثر صعوبة. فمع استمرار المطالبات الشعبية بإقالة جيسوس، وتصاعد المنافسة المحلية، تبرز أسئلة حول مدى فعالية هذا النهج في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العملاق الأزرق في موسم حاسم.
تبقى هذه المواقف الثلاثة شاهدة على أسلوب فريد في القيادة، يجمع بين الحكمة في اختيار المعارك، والقدرة على امتصاص الغضب الجماهيري، مع الحفاظ على هالة من الاحترام للقرارات الإدارية. لكن مع تصاعد الأزمات، قد يحتاج بن نافل إلى إعادة النظر في استراتيجيته التواصلية لمواكبة تطورات المشهد الكروي السعودي التنافسي.