
مارتينيز.. بطل بأرقام قياسية ومواقف مثيرة
يحمل إيميليانو مارتينيز سجلاً حافلاً من الإنجازات مع المنتخب الأرجنتيني، حيث ساهم بشكل أساسي في حصد لقب كأس العالم 2022، بالإضافة إلى تحقيق بطولة كوبا أمريكا مرتين. تميز الحارس البالغ من العمر 31 عاماً بحفاظه على نظافة شباكه في 12 مباراة خلال هذه البطولات الكبرى، محققاً رقماً يصعب تكراره.
على الصعيد الفردي، تميز مارتينيز بحصوله على جائزة ياشين لأفضل حارس مرتين على التوالي (2023-2024)، ليصبح أول حراس المرمى الذين يحققون هذا الإنجاز في تاريخ الجائزة. كما أضاف إلى سجله لقب كأس الاتحاد الإنجليزي مع آرسنال قبل انتقاله إلى أستون فيلا عام 2020.
الوجه الآخر للبطل.. جدل لا ينتهي
وراء الأرقام والإنجازات، يبرز مارتينيز كلاعب لا يخلو من الجدل. فبعد أيام فقط من تتويجه بكأس العالم، أثار الحارس الأرجنتيني موجة انتقادات بسبب احتفاله غير المألوف بجائزة القفاز الذهبي، حيث قام بوضعها في منطقة حساسة أثناء الاحتفالات.
وتكررت المواقف المثيرة للجدل مع مارتينيز، خاصة في المواجهات الكبيرة. خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة أمام البرازيل، تصدر الحارس عناوين الصحف ليس بسبب تصدياته، بل لاستعراضه المبالغ فيه أثناء المباراة، ما دفع مدربه ليونيل سكالوني إلى توجيه توبيخ علني له.
حرب نفسية.. سلاح مارتينيز السري
يتميز حارس أستون فيلا بقدرة فريدة على التأثير النفسي في الخصوم. ففي مواجهة مانشستر يونايتد عام 2021، نجح في إرباك برونو فيرنانديز وإبعاده عن تركيزه خلال ركلة جزاء حاسمة. اعترف مارتينيز لاحقاً بأنه استخدم تقنيات نفسية تعلمها من ليونيل ميسي لخلق "الفوضى" في عقول المنافسين.
هذه الأساليب لم تقتصر على الملاعب الإنجليزية. فبعد المباراة الأخيرة ضد البرازيل، انضم مارتينيز إلى جماهير الأرجنتين في هتافات استفزازية ضد اللاعب البرازيلي رافينيا، في مشهد أثار استياء العديد من المراقبين.
عقوبات واعتذارات.. حلقة مفرغة
دفعت تصرفات مارتينيز المتكررة الاتحاد الدولي (فيفا) إلى معاقبته أكثر من مرة. بعد حادثة كوبا أمريكا الأخيرة، تلقى الحارس عقوبة بإيقافه لمباراتين، مما اضطره لنشر اعتذار على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن يبدو أن الاعتذارات لم تكن كافية لتغيير سلوك اللاعب، الذي عاد مجدداً إلى أسلوبه الاستفزازي في مباريات الدوري الإنجليزي، حيث واجه انتقادات بسبب تعليقاته الموجهة للاعبين مثل جاك جريليش.
إرث معقد.. بين التقدير والانتقاد
رغم كل الجدل، يظل مارتينيز أحد أكثر حراس المرمى تميزاً في الجيل الحالي. قدراته الفنية الفائقة، خاصة في التصديات وركلات الجزاء، تجعله عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة المنتخب الأرجنتيني ونادي أستون فيلا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيذكر التاريخ مارتينيز كلاعب استثنائي ساهم في إنجازات كروية كبيرة، أم كحارس حول الاستفزاز إلى جزء أساسي من لعبه؟ الإجابة ربما تكمن في استمرارية هذا السلوك وتأثيره على مسيرته المستقبلية.