
أصبحت جادة الشانزليزيه وملعب بارك دي برانس مسرحاً لحملة ترويجية غير مسبوقة، حيث رفع آلاف المشجعين واللاعبين شعار "ديمبيليه للكرة الذهبية"، في مشهد يعكس التحول الكبير الذي شهده النجم الفرنسي هذا الموسم. عثمان ديمبيليه، الذي قاد باريس سان جيرمان للفوز بخماسية تاريخية على إنتر ميلان في نهائي دوري الأبطال، يجد نفسه الآن في قلب المنافسة على الجائزة الأكثر شهرة في عالم كرة القدم.
لم تكن الأرقام وحدها (33 هدفاً و15 تمريرة حاسمة) هي ما لفت الأنظار، بل الأداء الشامل الذي قدمه اللاعب تحت قيادة لويس إنريكي. المدرب الإسباني، المعروف بتحفظه في مدح الأفراد، خص ديمبيليه بإشادة نادرة بعد المباراة النهائية: "سأمنحه الكرة الذهبية فقط لطريقة دفاعه. هذا هو التواضع الحقيقي".
التحول الأبرز في أداء ديمبيليه تمثل في تبنيه لدور "الرقم 9 الوهمي" ببراعة، حيث أذهل الجميع بقدرته على الضغط المستمر - كما ظهر جلياً في مواجهة حارس إنتر يان سومر - بالإضافة إلى مشاركته الفعالة في التغطيات الدفاعية. هذا الجانب من لعبه، الذي نادراً ما يرتبط بلاعبي خط الهجوم، أصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي ووجهة التحليلات التكتيكية.
في غرفة الملابس، تحول ديمبيليه إلى قائد فعلي رغم عدم ارتدائه الشارة. زملاؤه، بقيادة ماركينيوس، كانوا أول من أطلقوا حملة الترشيح خلال الاحتفالات، حيث حمله الفريق على الأكتاف وسط هتافات المعلق الصوتي الشهير "DJ Snake". هذا الدعم الجماعي يعكس المكانة الجديدة التي اكتسبها اللاعب الذي نجح في جعل الجماهير تنسى غياب كيليان مبابي.
لكن المنافسة على الجائزة تظل شرسة، مع وجود أسماء قوية مثل لامين جمال (برشلونة) ورافينيا، بالإضافة إلى صديق ديمبيليه القديم مبابي نفسه. العامل الحاسم قد يكون الأداء في الفترة المقبلة، خاصة مع كأس العالم للأندية ومنافسات منتخب فرنسا في دوري الأمم الأوروبية.
ما يميز ترشيح ديمبيليه هذه المرة هو اكتمال جميع عناصر اللاعب الشامل: التألق الإحصائي، الالتزام التكتيكي غير المسبوق، والقيادة الطبيعية. هذه العناصر مجتمعة تقدم قصة مثالية لجائزة الكرة الذهبية 2024، التي ستعلن في 22 سبتمبر المقبل، وقد تكون أول تتويج فرنسي منذ زيدان في 1998.
بينما يستعد ديمبيليه لتمثيل منتخب بلاده، تظل أنظار عشاق كرة القدم في باريس والعالم متجهة نحو هذا اللاعب الذي حول مسار موسمه من الشك إلى التألق، ومن الإمكانات إلى الإنجازات الملموسة.