"الأنا" تُعدّ واحدة من المفاهيم الرئيسية التي يتم ذكرها دائمًا عند التحدث عن كريستيانو رونالدو أو استعراض مسيرته. النجم البارز للنصر السعودي يستمر في السعي لإثبات أن ما يمتلكه هو الأمثل.
هذا السمة ليست ناتجة عن لحظة محددة في مسيرته المهنية، بل تظهر من خلال شخصيته في جميع مراحل مسيرته، بغض النظر عن السياق.
أحدث السياقات التي استخدمها رونالدو للتعبير عن "الأنا" الخاصة به كانت تصريحاته الأخيرة التي أعلن فيها أن "أوروبا فقدت مكانتها" على مستوى الدوريات، وأن "الدوري السعودي يتفوق بشكل كبير على الدوري الأمريكي" حسب وجهة نظره.
هذه التصريحات التي يمكننا من خلالها استشعار "ليونيل ميسي" في عقل رونالدو ليست الأولى من نوعها. يعتبر النجم البرتغالي دائما الدوري الذي يلعب فيه هو الأقوى والأفضل. ولما لا، فالأفضل في تاريخ اللعبة حسب رأيه يمارس اللعب في هذه البلاد.
في عام 2009، عندما أتم ريال مدريد صفقة ضم "الدون" من مانشستر يونايتد، صرح البرتغالي بشكل حاسم حول تطور كرة القدم الإسبانية.
وقتها، كان الدوري الإنجليزي يظهر بشكل واضح كأقوى دوري من حيث التنافسية، هذا ما اعترف به الدون، لكنه لم يستطع تجنب القول بأن "الأمور تتوازن بين البطولتين.. الدوري الإنجليزي أكثر تنافسية، لكن الكرة الإسبانية تجذب الكثير من اللاعبين الموهوبين".
ثم أضاف بوضوح أكثر: "أعتقد أن الصفقات التي أبرمها فلورنتينو بيريز (يشير إلى نفسه وريكاردو كاكا وكريم بنزيما) جعلت الدوري الإسباني يتفوق على الإنجليزي!".
في أعقاب انتقاله إلى يوفنتوس وتمضيته تسعة مواسم مع ريال مدريد، كانت رغبة كريستيانو رونالدو في الصراع مع منافسه الدائم ليونيل ميسي أقوى من أي وقت مضى.
رونالدو كان يستمتع بفترة رائعة مع يوفنتوس، وعندما أجرى مقابلة مع الصحيفة الإيطالية "كورييري ديللو سبورت"، دعا ميسي للخروج من منطقة راحته والانضمام إلى الدوري الإيطالي.
"الدون" لم يفوت الفرصة لتذكير ميسي أنه "هو الذي يحتاجه" لأنه لعب في أندية من انجلترا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومع المنتخب الوطني، بينما ميسي "لا يزال يتمسك بالدوري الإسباني!" وكأنه يتحدى ميسي لأخذ خطوة أكثر شجاعة، لكنه، لو كان الدوري الإيطالي أقوى من الدوريين الإسباني والإنجليزي في ذلك الوقت، لكان قد وصف "الكالشيو" بأنه الأفضل في العالم بلا شك!.
في يناير 2022، وبينما كان يلعب بصفة أساسية مع مانشستر يونايتد، أدلى رونالدو بتصريح قوي مؤكداً أن الدوري الإنجليزي "هو الأفضل في العالم ويتفوق بشكل كبير على أي من الدوريات الأخرى!".. كان هذا قبل عام ونصف فقط من إعلانه "أن أوروبا فقدت جودتها!".
ربما لم يحدث من قبل أن إنتقل لاعب من أوروبا وصرح بأن البطولات في القارة الأوروبية "تراجعت في الجودة".. ولكن رونالدو كان على يقين أن هذا هو الرد الوحيد الذي يرضي غروره في ظل الظروف التي رافقت مغادرته أوروبا.
في الرد على سؤال حول "إمكانية عودته إلى أوروبا؟"، كانت ردوده واضحة: "تأثيري على الدوري السعودي كان واضحاً 100٪، كنت أتوقع أن يظهر التأثير خلال سنة، ولكن ستة أشهر كانت كافية".. و"ما حدث في السعودية كان مثل ما حدث في إيطاليا.. عندما وصلت، كان الدوري ميتاً، لكنه الآن أقوى!".
السؤال التالي كان أكثر غموضاً: "اللعب في أمريكا مع ميسي؟!" وكأن الذي سأل السؤال كان يحاول بذكاء شديد أن يثير رونالدو، الذي رد بدوره قائلاً: "لا.. الدوري السعودي أقوى بكثير من الأمريكي!".
رغم أن هذا الرأي قد يكون صحيحاً في المستقبل، لكنه بالتأكيد يدل على أن ميسي لا يزال يشغل بال رونالدو.. هذا الاسم لا يزال يراوده، يعكر صفو حساباته، ويذكره دائماً بأن ميسي كان الذي أنهى الصراع بينهما بالطريقة التي أرادها الأرجنتيني، والرفض الذي واجهه من ميسي للعرض المقدم من الهلال، كان فقط سبباً آخر للمقارنة في ذهن رونالدو الذي يعتقد أن ميسي قد تجنبه للأبد.
المزيد من أخبار رونالدو:
