
نجح أنطونيو كونتي في كتابة فصل جديد من النجاح مع نابولي، حيث قاد الفريق الجنوبي للفوز بلقب الدوري الإيطالي للمرة الرابعة في تاريخه، في إنجاز يعكس براعة المدرب الإيطالي وقدرته على إحداث التحول السريع. ومع ذلك، تظل علامات الاستفهام تحيط بمستقبل العلاقة بين الطرفين، في مشهد يذكرنا بالعديد من محطات كونتي السابقة.
جاء هذا الإنجاز رغم بداية صعبة للموسم، حيث تولى كونتي قيادة الفريق وهو في أسوأ حالاته بعد دفاع كارثي عن اللقب الموسم الماضي. وببراعة تكتيكية مميزة، أعاد المدرب المخضرم تشكيل الفريق عبر التعاقد مع لاعبين مؤثرين مثل سكوت ماكتوميني وروميلو لوكاكو، الذين شكلا عموداً فقرياً للفريق طوال الموسم.
لكن خلف كواليس النجاح، تتراكم التوترات بين كونتي وأوريليو دي لاورنتيس، رئيس النادي صاحب الشخصية القوية. ولم يخفِ المدرب الإيطالي استياءه من سياسة النادي في سوق الانتقالات، حيث صرح مؤخراً: "أنا هنا لتحقيق الألقاب، وليس للمشاركة فقط". هذه التصريحات تثير تساؤلات حول استمراريته، خاصة مع اقتراب موعد سوق الانتقالات الصيفي.
التحدي الأكبر الذي ينتظر كونتي - في حال بقائه - يتمثل في قيادة الفريق في دوري أبطال أوروبا مع الحفاظ على المستوى المحلي. فبينما استفاد نابولي هذا الموسم من خفة جدوله مقارنة بمنافسيه، سيواجه الموسم المقبل ضغوطاً مضاعفة مع مشاركته في البطولات الأوروبية.
يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح إدارة نابولي في تهدئة الأجواء وإقناع كونتي بالبقاء؟ أم أننا سنشهد فصلاً جديداً من الرحيل المثير للجدل الذي طبع مسيرة المدرب الإيطالي؟ الإجابة قد تحدد مصير الفريق في الموسم المقبل، سواء في الدوري المحلي أو على الساحة الأوروبية.