
شهد ملعب فروتسواف في بولندا عودة نجمية كول بالمر بكل قوة، حيث قاد تشيلسي للفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي بعد أداء متميز قلب به تأخّر فريقه أمام ريال بيتيس الإسباني. الصانع الإنجليزي الذي عانى من تراجع واضح في التهديف خلال الأشهر الأخيرة، أثبت أنه لا يزال قادراً على صنع الفارق في اللحظات الحاسمة.
في الشوط الأول، بدا تشيلسي بعيداً عن مستواه المعتاد، حيث تفوّق عليه بيتيس في القوة والضغط، لينتهي الشوط الأول بتقدم الإسبان بهدف نظيف. لكن الأمور تغيرت جذرياً مع بداية الشوط الثاني، عندما قرر بالمر أن يضع بصمته على المباراة بشكل لا يُنسى.
خلال خمس دقائق فقط، قدم الموهوب الإنجليزي عرضاً مذهلاً في صناعة الأهداف. الأولى جاءت في الدقيقة 55، عندما رصد حركة زميله إنزو فرنانديز الذكية، ليسدد له كرة عرضية دقيقة من اليمين تحوّلها الأرجنتيني إلى هدف بالرأس. قبل أن يجفّ الفرح من عيون الجماهير، عاد بالمر في الدقيقة 60 ليمنح نيكولا جاكسون الكرة في منطقة الجزاء بعد تخلص رائع من مدافع بيتيس، ليسجل السنغالي الهدف الثاني.
"لقد كنا بحاجة إلى رد فعل قوي، وكان عليّ أن أكون أكثر جرأة في التمريرات"، قال بالمر بعد المباراة. وأضاف الصانع البالغ من العمر 23 عاماً: "رأيت الفرص تتشكل وقررت أن ألعب الكرات الحاسمة بدلاً من التمريرات الآمنة. هذا ما يحتاجه الفريق في مثل هذه المواقف".
لم يخفِ زملاؤه في الفريق إعجابهم الشديد بأدائه. عبر توسين أدارابيويو عن ذلك بقوله: "إنه لاعب استثنائي. صنع هدفين غيرا مجرى المباراة تماماً. هذه هي علامات اللاعبين العظماء". بينما أشاد المدرب إنزو ماريسكا بقدرة لاعبيه على التعافي: "كول أثبت مرة أخرى أنه يمكنه تغيير مجرى أي مباراة، سواء بالتسجيل أو الصناعة. التمريرتان كانتا مثاليتين بكل المقاييس".
رغم تسجيله هدفاً واحداً فقط منذ منتصف يناير الماضي (من ركلة جزاء أمام ليفربول)، إلا أن أداء بالمر في النهائي أكد أن تأثيره يتجاوز الأهداف. قدرته على قراءة اللعبة واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة، تجعله أحد أهم الأسلحة في تشكيلة تشيلسي الشابة.
يبدو أن هذا اللقب القاري قد يكون نقطة تحول في مسيرة بالمر مع البلوز، حيث سيكون حجر الزاوية في خطة ماريسكا لبناء فريق قادر على منافسة الألقاب المحلية. في ليلة أوروبية حافلة، أثبت الصانع الإنجليزي أنه يمتلك العقلية والمهارة لقياد الفريق نحو المجد.