دشّن المنتخب البرازيلي لكرة القدم مرحلة جديدة في تاريخه بتعيين الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي مدربًا رئيسيًا، في خطوة غير مسبوقة منذ ستين عامًا. جاء التعاقد بعد أيام قليلة من مغادرة أنشيلوتي لريال مدريد وسط احتفاء كبير من الجماهير الإسبانية.
سيتم الكشف الرسمي عن المدرب البالغ من العمر 65 عامًا خلال حفل مهيب في أحد فنادق ريو دي جانيرو الفاخرة، حيث يبدأ مهمته الصعبة المتمثلة في إعادة الأمجاد للمنتخب الخماسي البطولة الذي يعيش أسوأ فتراته التاريخية.
يُعتبر هذا التعيين تحديًا جديدًا لأنشيلوتي الذي سيخوض لأول مرة تجربة تدريب منتخب وطني، رغم سجله الحافل بالألقاب الأوروبية مع الأندية والذي يتضمن رقمًا قياسيًا بخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
سيتولى "السيد كارلو" مهامه خلفًا للمدرب المؤقت دوريفال جونيور، الذي تمت إقالته على خلفية الهزيمة الكبيرة أمام الأرجنتين (1-4) في تصفيات كأس العالم. ومن المقرر أن يقود أولى مبارياته الرسمية أمام الإكوادور ثم باراغواي في يونيو المقبل ضمن نفس التصفيات، حيث يحتل الفريق حاليًا المركز الرابع بمجموعة تبلغ 10 نقاط أقل من المتصدر الأرجنتيني.
تشير الأنباء إلى أن التشكيلة الأولى لأنشيلوتي ستشهد عودة نجمية بارزة بعد غياب طويل، حيث من المتوقع أن يعود نيمار دا سيلفا إلى الملاعب الدولية بعد غياب دام عامين. كما رجحت وسائل إعلام محلية عودة أسماء أخرى مثل كاسيميرو لاعب مانشستر يونايتد وريتشارليسون مهاجم توتنهام.
يأتي هذا التعيين في خضمّ أزمة إدارية يعيشها الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، حيث تم انتخاب سمير شاود رئيسًا جديدًا خلفًا لإدنالدو رودريغيز الذي أُقيل بقرار قضائي. وأعلن الرئيس الجديد دعمه الكامل لأنشيلوتي، واصفًا إياه بـ"المخلّص" الذي سيعيد الكأس العالمية للسادسة للبرازيل.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن عقد أنشيلوتي يتضمن راتبًا سنويًا يقارب 10 ملايين يورو، مع منحه صلاحيات مطلقة في القرارات الفنية، كما سيتمكن من إحضار طاقمه المساعد بما في ذلك ابنه دافيدي.
يذكر أن المنتخب البرازيلي لم يبلغ نصف نهائي كأس العالم سوى مرة واحدة منذ آخر تتويج له عام 2002، وهي الهزيمة المذلة 1-7 أمام ألمانيا على أرضه عام 2014، كما لم يحقق سوى لقب وحيد في كوبا أمريكا عام 2019.
