
تعيش جماهير برشلونة اليوم على وقع الندم بعد أن كشفت وثائق صحفية جديدة عن تفاصيل صادمة حول صفقة كان يمكن أن تغير مصير خط دفاع النادي الكتالوني. ففي صيف 2021، وقبل أيام من رحيل ليونيل ميسي المفاجئ إلى باريس سان جيرمان، قدم الأسطورة الأرجنتينية نصيحة غالية لإدارة النادي بضرورة التعاقد مع مواطنه كريستيان روميرو، نجم أتالانتا الإيطالي آنذاك.
وفقاً لتقرير مفصل نشرته صحيفة "موندو ديبورتيفو"، أدرك ميسي مبكراً أن روميرو يمثل الحل الأمثل لأزمة الدفاع التي عانى منها الفريق مع تراجع أداء جيرارد بيكيه وتكرار إصابات صامويل أومتيتي. وكان المدافع الشاب قد حصل لتوه على جائزة أفضل مدافع في الدوري الإيطالي لموسم 2020-2021، ما يجعله الصفقة المثالية لتعويض غياب القيادات الدفاعية التاريخية.
لكن إدارة النادي، التي كانت تعيش في ذلك الوقت أسوأ أزماتها المالية، تجاهلت توصية أعظم لاعبيها، ليفوت بذلك فرصة ذهبية للتعاقد مع المدافع الذي تحول اليوم إلى أحد أهم الأعمدة الدفاعية في القارة العجوز.
اليوم، وبعد أربع سنوات فقط من تلك الواقعة، يبرز روميرو كأحد أبرز صناع المجد مع توتنهام هوتسبير، حيث قاد فريقه للتتويج بلقب الدوري الأوروبي للمرة الأولى منذ 17 عاماً. ولم يكتفِ بالأداء الدفاعي الاستثنائي في النهائي أمام مانشستر يونايتد، بل حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى لقب رجل المباراة في المباراة النهائية.
هذه القصة المؤلمة تطرح تساؤلات كبيرة حول سياسة الانتقالات التي اتبعها برشلونة في السنوات الأخيرة، خاصة مع المعاناة الدفاعية المستمرة للفريق الذي يبحث حتى اليوم عن "وريث حقيقي" لأسطورة الدفاع جيرارد بيكيه. بينما يثبت روميرو مباراة تلو الأخرى أنه كان يمكن أن يكون الحل الأمول لمشاكل الفريق الكتالوني، لو فقط استمعت الإدارة لنصيحة أسطورتها التاريخية.