لا يزال قرار إلغاء ركلة الترجيح التي سددها جوليان ألفاريز، نجم أتلتيكو مدريد، ضد ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، يهز عالم كرة القدم. القرار، الذي اتخذه الحكم البولندي سيمون مارتشينياك بدعم من تقنية الفيديو المساعد (الفار)، أثار موجة من الجدل بسبب طريقة تطبيق القانون والشفافية في اتخاذ القرارات الكبيرة.
القانون والجدل
وفقاً للبند الأول من المادة 14 في قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لا يُسمح للاعب الذي ينفذ ركلة الجزاء بلمس الكرة مرة أخرى حتى يلمسها لاعب آخر. هذا القانون يهدف إلى منع اللاعبين من الاستفادة من ارتدادات الكرة بعد التسديد. ومع ذلك، فإن تطبيق هذا القانون في حالة ألفاريز أثار تساؤلات حول مدى دقة القرار وشفافيته.
حالات مشابهة تهز كرة القدم
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. في الدوري الإنجليزي الممتاز، ألغي هدف للجزائري رياض محرز عام 2017 عندما كان يلعب مع ليستر سيتي ضد مانشستر سيتي، لنفس السبب. كما ألغي هدف ألكسندر ميتروفيتش مع فولهام ضد نيوكاسل يونايتد في يناير 2023 بسبب لمس الكرة مرتين.
أما الحالة الأكثر إثارة للجدل فكانت في أغسطس 2023، عندما ألغي الحكم الأوروغواياني أندريس ماتونتي ركلة ترجيح سددها بابلو سولاري، لاعب ريفر بليت، ضد إنترناسيونال البرازيلي في كأس ليبرتادوريس، بسبب لمس الكرة مرتين.
انتقادات لطريقة اتخاذ القرار
رغم أن القرار كان صحيحاً من الناحية القانونية، إلا أن الحكم الإسباني المعتزل أنتونيو ماتيو لاهوز انتقد بشدة طريقة اتخاذ القرار. وقال لاهوز: "التكنولوجيا أداة رائعة، لكنها لا يجب أن تحل محل الحكم الرئيسي. كان على مارتشينياك أن يذهب لمراجعة اللقطة بنفسه قبل إلغاء الركلة".
وأضاف لاهوز: "في مثل هذه الحالات، الشفافية هي المفتاح. الحكم الرئيسي هو المسؤول عن اتخاذ القرار، وعليه أن يتحمل هذه المسؤولية. لو كنت مكانه، كنت سأطلب رؤية اللقطة بنفسي لأتأكد من صحة القرار".
خلفية المباراة
كانت المباراة بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد قد انتهت بالتعادل الإجمالي (2-2)، بعد فوز أتلتيكو في الإياب بهدف نظيف. ومع ذلك، تم تحديد التأهل عبر ركلات الترجيح التي انتهت بفوز ريال مدريد 4-2. رغم الأداء القوي لأتلتيكو، فإن القرار المثير للجدل حول ركلة ألفاريز سيظل محط أنظار النقاشات في الأيام المقبلة.
مستقبل التحكيم والتكنولوجيا
مع تزايد الاعتماد على تقنية الفيديو المساعد في كرة القدم، تظل مثل هذه القرارات تحت المجهر. الخبراء يدعون إلى مزيد من الشفافية وضمان أن تكون التكنولوجيا داعمة للحكم الرئيسي وليس بديلاً عنه. في النهاية، العدالة والشفافية هما المفتاح لضمان نزاهة اللعبة التي يحبها الملايين حول العالم.
