
يشهد ملعب الإنماء بجدة، المعروف سابقاً باسم الجوهرة المشعة، اليوم مواجهة كروية استثنائية تجمع بين قطبي الكرة السعودية، الهلال والأهلي، في إطار منافسات نصف نهائي دوري أبطال آسيا. هذه المواجهة التي تعد الأبرز في القارة الآسيوية هذا الموسم، تحمل في طياتها تاريخاً حافلاً بالتنافس الشرس بين الفريقين.
يأتي الهلال إلى هذه المباراة وهو يحمل أفضلية تاريخية واضحة في مواجهاته على أرضية ملعب جدة، حيث التقى الفريقان في 11 مباراة سابقة على هذا الملعب، تمكن خلالها الفريق الأزرق من تحقيق الفوز في 7 مواجهات، بينما انتصر الأهلي في لقاءين فقط، وانتهت مباراتان بالتعادل.
يعود تاريخ المواجهات بين الفريقين في جدة إلى موسم 2014-2015، عندما انتهى اللقاء الأول بينهما بالتعادل الإيجابي (1-1). لكن المنافسة اشتدت بعد ذلك، حيث حقق الأهلي فوزاً مهماً في 2015 ساعده في التتويج بلقب الدوري بعد غياب طويل.
لكن الهلال سرعان ما استعاد هيبته، حيث قدم أحد أبرز عروضه في نهائي كأس الملك 2017 عندما تغلب على الأهلي بنتيجة 3-2 في مباراة لا تزال محفورة في ذاكرة الجماهير. ومنذ ذلك الحين، أصبح الفريق الأزرق هو الطرف الأقوى في معظم المواجهات التي تجمعه بمنافسه التقليدي على أرضية ملعب جدة.
اليوم، تتجه أنظار عشاق كرة القدم في القارة الآسيوية نحو هذه المواجهة المصيرية التي لا تقتصر أهميتها على تحديد المتأهل إلى النهائي فحسب، بل تمثل أيضاً إضافة جديدة إلى سجل المواجهات التاريخية بين العملاقين. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيتمكن الهلال من تعزيز سجله الإيجابي، أم أن الأهلي قادر على قلب الموازين وإثارة المفاجأة؟
المباراة تعد اختباراً حقيقياً لإرادة الفريقين وقدرتهما على تحمل الضغوط في مثل هذه المواقف الحاسمة، حيث يتجاوز التنافس الجانب الرياضي ليمثل صراعاً على الهيمنة والنفوذ في الساحة الكروية السعودية والآسيوية على حد سواء. الجماهير تتوقع مباراة نارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تليق بتاريخ هذا الصراع الكروي الكبير.