في عالم كرة القدم، تتحول بعض الأرقام إلى أساطير بحد ذاتها، وهذا ما حدث تمامًا مع الرقم 9 في نادي النصر السعودي. فمنذ أن ارتدى الأسطورة ماجد عبد الله هذا الرقم في ثمانينيات القرن الماضي، تحول إلى رمز للعظمة والتميز، لكنه أصبح مع الوقت تحديًا كبيرًا لكل من حاول أن يخلد اسمه بعده.
لعب ماجد عبد الله بهذا الرقم لمدة 18 عامًا متواصلة، قاد خلالها الفريق إلى تحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية، وسجل اسمه كأفضل هداف في تاريخ الدوري السعودي. وعندما قرر الاعتزال عام 1998، أدركت إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن عبد الرحمن أن هذا الرقم أصبح جزءًا من تاريخ النادي، فقررت تعليقه احترامًا لإنجازات ماجد.
بعد عامين فقط، قررت إدارة النصر إعادة الرقم 9 إلى الملاعب، حيث منحته للمهاجم الواعد علي يزيد. لكن المفارقة بدأت هنا، حيث بدا وكأن الرقم يحمل لعنة حقيقية. فبعد أداء مبشر في البداية، تراجع يزيد بشكل ملحوظ، وغادر النصر عام 2006 دون أن يترك أي أثر يذكر.
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، ففي نفس العام، حاول البرازيلي دينلسون كسر هذه اللعنة، لكنه سجل ثلاثة أهداف فقط طوال فترة وجوده. ثم جاء عواد العتيبي، الذي لم يتمكن أيضًا من مواكبة إرث ماجد، ما دفع النصر إلى إيقاف استخدام الرقم تمامًا من 2008 حتى 2015.
عندما أعاد النصر الرقم 9 إلى الدوران عام 2015 بمنحه لنايف هزازي، كانت الآمال كبيرة، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال مرة أخرى. ولم ينجح هزازي في ترك بصمة تذكر، مما عزز الاعتقاد بأن الرقم 9 في النصر أصبح حقًا تحديًا لا يقوى عليه سوى القليل.
لكن كل شيء تغير في عام 2018 مع قدوم المغربي عبد الرزاق حمد الله. فبخلاف كل من سبقه، استطاع حمد الله ليس فقط تحمل عبء الرقم، بل تجاوزه ليصبح أحد أعظم الهدافين في تاريخ النصر. بتسجيله 119 هدفًا في 109 مباريات فقط، أعاد حمد الله للأذهان أمجاد ماجد عبد الله، وأثبت أن الرقم 9 يمكن أن يعود إلى سابق عهده.
بعد رحيل حمد الله، عادت اللعنة من جديد. فالكاميروني فينسنت أبو بكر بدأ بقوة لكنه فشل في الاستمرار، والكولومبي أندرسون دوران غادر بعد ستة أشهر فقط. واليوم، بينما يستعد النصر لبداية جديدة، يبقى السؤال: من سيكون اللاعب القادم الذي يستطيع تحمل هذا الإرث الثقيل؟
قصة الرقم 9 في النصر تثبت أن بعض الأرقام في كرة القدم ليست مجرد أرقام، بل هي رموز وتاريخ وإرث. فبينما نجح حمد الله في كتابة فصل جديد من المجد، يبقى السؤال عمن سيكمل هذه القصة في المستقبل.
