
تشهد أروقة كرة القدم العالمية ظاهرة متكررة من اللاعبين الذين يخرجون من حسابات مدربيهم ليعودوا بقوة تؤهلهم لاستعادة مكانتهم الأساسية. وهذه المرة، يتصدر الثنائي البرتغالي أوتافيو مونتيرو والإسباني إيمريك لابورت، لاعبا نادي النصر، المشهد بعد عودتهما المفاجئة للمعسكر التدريبي في البرتغال، وذلك بعد استبعادهما من المرحلة الأولى في النمسا بقرار من المدرب جورجي جيسوس.
هذا السيناريو ليس غريباً على الملاعب السعودية، حيث سبق أن عاش البرازيلي بيتروس تجربة مماثلة مع النصر عام 2020. بعد استبعاده بقرار من المدرب روي فيتوريا، عاد اللاعب ليقود فريقه للفوز على الأهلي في نصف نهائي كأس الملك بتسجيله هدفاً حاسماً، قبل أن يغادر النادي نهائياً في 2021. أما في صفوف الأهلي، فقد ظل المقدوني إزجان أليوسكي خارج القائمة المحلية لموسم كامل، ليعود ويشارك بشكل أساسي في منافسات دوري أبطال آسيا ويحقق اللقب القاري مع فريقه.
على المستوى العالمي، تبرز قصة الكاميروني صامويل إيتو كأحد أبرز الأمثلة على نجاح اللاعبين في تحدي قرارات الاستبعاد. بعد أن قرر بيب جوارديولا الاستغناء عنه مع رونالدينيو وديكو في برشلونة عام 2008، أصر إيتو على البقاء وسجل 36 هدفاً في موسم واحد، كان حاسماً في تحقيق الفريق للثلاثية التاريخية.
وفي الدوري الإنجليزي، قدم جادون سانشو نموذجاً حديثاً لهذه الظاهرة. بعد خلافه مع مدرب مانشستر يونايتد إيريك تين هاج وغيابه عن 16 مباراة، انتقل إلى دورتموند على سبيل الإعارة وقادهم لنهائي دوري الأبطال، مما أثبت أن الاستبعاد قد يكون بداية جديدة وليس نهاية الطريق.
تعيد هذه القصص التأكيد على حقيقة أن قرارات الاستبعاد في كرة القدم ليست نهائية، حيث يمكن للاحترافية والعزيمة أن تعيد اللاعب إلى الواجهة بشكل أقوى. ويترقب الجميع الآن أداء أوتافيو ولابورت مع النصر، لمعرفة ما إذا كانا سيضيفان فصلاً جديداً إلى سجل اللاعبين الذين حولوا الاستبعاد إلى قصة نجاح ملهمة.