ليلة التتويج الذهبية.. كواليح اليوم التاريخي للاتحاد قبل حسم لقب الدوري

ليلة التتويج الذهبية.. كواليح اليوم التاريخي للاتحاد قبل حسم لقب الدوري

السبت 17 مايو 2025

من غرف الفندق إلى منصة التتويج.. رحلة العميد نحو المجد

في ظلام الليل الهادئ بمدينة بريدة، كان فندق إقامة نادي الاتحاد مسرحاً لمشاهد مؤثرة تسبق كتابة التاريخ. بينما كانت الجماهير تقطع مئات الكيلومترات من جدة حاملةً أحلامها، كان اللاعبون يخوضون معركتهم الداخلية استعداداً لموعد مع المجد.

في غرفته المنعزلة، تحول كريم بنزيمة إلى طقوس خاصة، حيث أمضى الوقت وهو يتابع تسجيلاً لأحد أهدافه البارزة مع ريال مدريد، في محاولة لاستحضار روح المنافسة. القائد الفرنسي، الذي سيغيب عن أرض الملعب بسبب الإصابة، كان يعد نفسه لدور مختلف - دور القائد الروحي الذي سيظل حاضراُ رغم الغياب.

أما المدرب لوران بلان، فاختار كلمات مقتضبة لكنها ثقيلة في الممرات: "قد لا أقدّم أكثر من هذا الموسم"، في إشارة إلى احتمال قرب رحيله رغم الإنجاز التاريخي. هذه الجملة العابرة كشفت عن فصل جديد من دراما التدريب التي عاشها الفرنسي مع العميد.

لم تكن الرحلة إلى بريدة عادية، فقد اصطحب الفريق كل أفراده: من اللاعبين الأساسيين إلى الطاقم الطبي، في إشارة واضحة إلى أن هذا الإنجاز جماعي بامتياز. وفي المدرجات، حوّل أكثر من 15 ألف مشجع ملعب مدينة الملك عبدالله إلى قطعة من جدة، حيث غطى اللون الذهبي المدرجات وارتفعت الأهازيج التاريخية.

بعد الصافرة، تحول بنزيمة من المتفرج الصامت إلى قائد الاحتفالات، حيث قاد أغانيه الفرنسية المميزة وحركاته الراقصة التي أضفت البهجة على اللحظة. النجم الذي ساهم بـ30 هدفاً صنعاً هذا الموسم، كتب عبر منصاته: "حين نتحدث... نحن نقوم بالفعل"، في رسالة قوية تعكس ثقافة الفوز المتأصلة في النادي.

التتويج لم يخلُ من الهواجس، حيث يخضع الثنائي حسام عوار ورايكوفيتش لفحوصات طبية دقيقة، فيما يبدو أن الأخير على موعد مع غياب طويل قد يصل إلى الجراحة. لكن كل هذه التحديات تبدو صغيرة أمام فرحة الفوز باللقب الرابع عشر، الذي أعاد للعميد هيبته وأثبت أن الغياب عن المنصات مؤقت، أما العودة فدائمة بتوقيع أصحاب الذهب.

المقالات