
ودع نادي الهلال السعودي حقبة زاخرة بالإنجازات مع انتهاء فترة رئاسة فهد بن نافل، الذي قاد النادي خلال خمس سنوات حافلة حوّلت مسيرته من غياب عن المنصات القارية إلى سيطرة شبه مطلقة على الساحة الآسيوية.
جاء بن نافل إلى سدة القيادة عام 2019 ليجبر خواطر الجماهير الهلالية التي عانت من غياب الألقاب القارية طوال عقدين، حيث نجح في قيادة الفريق الأزرق إلى تحقيق حلم المشاركة في كأس العالم للأندية لأربع مرات، بالإضافة إلى الفوز بدوري أبطال آسيا مرتين وثلاثة ألقاب متتالية في الدوري المحلي.
لكن الموسم الأخير شهد تراجعاً ملحوظاً في الأداء نتج عنه خسارة لقب الدوري وصراعات داخلية مع المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، ما دفع الجماهير للمطالبة برحيله. وعلى الرغم من التأخر في اتخاذ القرار، إلا أن بن نافل استطاع إنقاذ الموقف نسبياً بإنهاء التعاقد مع خيسوس والاستعانة بالإيطالي سيموني إنزاغي، قبل أن يختار الرحيل في توقيت مناسب بعد المشاركة في كأس العالم للأندية.
اليوم، يقف الهلال على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، حيث غادر معظم نجوم العصر الذهبي مثل بافيتيمبي غوميز وسالم الدوسري، بينما تواجه الإدارة الجديدة مهمة شاقة في إعادة بناء الفريق والحفاظ على مستواه التنافسي. الجماهير الهلالية التي اعتادت على الإنجازات الكبيرة خلال السنوات الخمس الماضية، تترقب الآن بقلق مدى قدرة القيادة الجديدة على مواصلة هذا الإرث في ظل ظروف مختلفة تماماً.
يبقى السؤال الأكبر: هل ستستطيع الإدارة القادمة إيجاد الصيغة المناسبة لتعويض غياب الجيل الذهبي، أم أن الهلال مقبل على فترة انتقالية صعبة قبل العودة إلى المنصات الكبرى؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة عن هذا التساؤل المصيري الذي يشغل بال الملايين من عشاق القميص الأزرق.