سجل نادي الهلال السعودي اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية، بعدما أصبح أول ممثل للقارة الآسيوية يتغلب على منافس أوروبي في بطولة رسمية تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). جاء هذا الإنجاز التاريخي عبر الفوز المثير 4-3 على مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، في مباراة ستظل محفورة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة.
حطم الهلال بهذا الفوز سلسلة مثيرة من 20 مواجهة متتالية بين أندية آسيوية وأوروبية في البطولات الرسمية دون أن تنجح أي من الأندية الآسيوية في حسم النتيجة لصالحها. لم يكتفِ الفريق الأزرق بكسر هذه "اللعنة" التاريخية، بل قدم عرضاً هجومياً مذهلاً ليكون ثاني فريق غير أوروبي يسجل 4 أهداف أو أكثر في مرمى منافس أوروبي في البطولة، بعد النجاح الوحيد السابق لنادي الأهلي المصري أمام بورتو البرتغالي.
يذكر أن تسجيل 4 أهداف في مرمى فريق أوروبي في بطولة رسمية يعد حدثاً نادراً لم يشهده العالم منذ عام 1963، عندما سجل سانتوس البرازيلي 5 أهداف في شباك ميلان الإيطالي في كأس الإنتركونتيننتال. هذا الإنجاز الكروي الاستثنائي وضع الهلال في مصاف الأندية التاريخية، وأثبت أن كرة القدم الآسيوية قادرة على منافسة نظيرتها الأوروبية على أعلى المستويات.
الانتصار التاريخي لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج خطة تكتيكية محكمة نفذها اللاعبون بدقة، وعزيمة لا تلين وروح قتالية استثنائية. من ياسين بونو في حراسة المرمى إلى ماركوس ليوناردو في خط الهجوم، مروراً بخاليدو كوليبالي في الدفاع، قدم الجميع أداءً يتجاوز كل التوقعات، ليكتبوا فصلاً جديداً في تاريخ الكرة الآسيوية.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز في مباراة، بل كان رسالة قوية للعالم بأن كرة القدم لم تعد حكراً على القارة العجوز، وأن الأندية الآسيوية أصبحت قادرة على هز عروش الكبار. الهلال السعودي لم يكتفِ بتمثيل المملكة أو القارة الآسيوية، بل حمل على عاتقه مسئولية تغيير الصورة النمطية عن كرة القدم خارج أوروبا، مقدماً الدليل القاطع على أن المستحيل مجرد كلمة في قاموس من يمتلكون الإرادة والعزيمة.
مع تأهل الهلال إلى ربع النهائي، تزداد الآمال في أن يكون هذا الفوز التاريخي مجرد بداية لمزيد من الإنجازات السعودية والعربية في المحافل الدولية، مما يعزز مكانة المملكة كقوة كروية صاعدة على الخريطة العالمية.
